البئر: بناه النبي يعقوب ابن إسحق ابن النبي إبراهيم عليهم السلام، عندما أقام فترة في بيت ساحور، وراء برج القطيع، بعد وفاة زوجته راحيل ودفنها في بيت لحم، وهما في الطريق إلى إفراتا
(تكوين ٣٥: ١٩ - ٢٠) (إفراتا تعني الخصب وهي تدل على منطقة بيت لحم).
عند هروب العذراء مريم مع القديس يوسف إلى مصر مع الصبي خوفاً من هيرودس الملك، كان هذا البئر عميق ولا يوجد دلو لتعبئة الماء، فطلبت العذراء من إحدى النساء اللواتي يملأن
دلائهن من البئر أن تسقيها القليل من الماء، ولكن المرأة رفضت. فوجهت العذراء حديثها إلى البئر قائلة: "يا بير فور فور ... لأشرب منك وغور"، فحدثت المعجزة وبدأت المياه بالارتفاع،
وشربت منه العذراء، وبعد أن شربت انخفضت المياه ثانية إلى أسفل.
ويقول التقليد أنه يوجد ماء في البئر على نفس المستوى لا ينقص أو يزيد من يومها إلى هذا اليوم، رغم أن المؤمنين يشربون منه كل يوم. وقد حدثت معجزات كثيرة جدا في هذا البئر من
ظهورات وشفاء مرضى.
البئر اليوم مستطيل الشكل تبلغ مساحته نحو ٢٧×٤ م، وأما ارتفاعه فيبلغ نحو ٩ أمتار. وهو محفور في الصخر سوى القسم الأعلى من الواجهة الشمالية مبنية بالحجارة. ويتسع إلى ٩٧٢ متراً
مكعباً من الماء الذي يصله من شوارع وسوق البلدة من ناحية ومن خلال نبع ماء صافٍ من داخله.
ويعود بناء الكنيسة فوق البئر إلى أعجوبة حدثت لسيدة يونانية فاضلة نحو عام ١٩٦٩ م لدى شفائها على أثر شربها من هذه البئر بناءاً على توصية العذراء لها في الحلم.
عُثر على آثار كنيسة تحت المنزل المجاور للبئر إلا انه لم تتم حتى اليوم عمليات تنقيب في المنطقة بالرغم من وجود شواهد أثرية. وأثناء
بناء الكنيسة عُثر على باب قديم يؤدي إلى البئر وحفرة مربعة تقع في الجانب الأيمن منها. كما عُثر على آثار قدم إنسان، وعلى مقاعد محفورة
بالصخر على جوانب البئر وقد أزيلت أثناء الترميم.