دير وكنيسة حقل الرعاة
يشير التقليد إلى الكهف حيث "كانوا يحرسون" (لوقا ٢: ٨)، في الليلة التي وُلد فيها السيد المسيح،
حيث يتحدث تاريخ حياة القديسين بأن الملاك جبرائيل رئيس الملائكة تحدث للرعاة واستمعوا
إلى إعلان الملائكة "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لوقا ٢: ١٤).
ويشتهر الموقع بأشجار الزيتون القديمة التي تعود إلى وقت ما قبل ميلاد المسيح، حيث أن
اثنتين من هذه الأشجار علامة للموقع الذي كتب فيه النبي داوود العديد من مزاميره.
ويربط التقليد الكنسي حقل الرعاة مع المكان الذي رعى فيه يعقوب رعيته وبني برج
"عيدر" أو "القطيع" المشار إليه في (سفر التكوين ٣٥: ٢١)
بعد أن توفيت زوجته راحيل عندما أنجبت
ولدهم بنيامين في الطريق إلى إفراتا، والذي لا يزال ظاهراً حتى اليوم (سفر التكوين ٣٥: ١٦).
وكان في هذا الكهف واحد من العديد من الكنائس التي بنتها القديسة هيلانة سنة ٣٢٥ بعد الميلاد عندما وصلت إلى الأراضي المقدسة
للعثور على الصليب الحقيقي، حيث حولته من كهف طبيعي
إلى كنيسة قائمة حتى اليوم بسطح قببي وأرضية فسيفسائية.
وهو من بين القليل من الكنائس المحتفظة ببعض بناء القديسة هيلانة الأصلي.
وقد كُرّست الكنيسة الكهف لوالدة الإله الدائمة البتولية وخطيبها يوسف والرعاة، حيث يقول التقليد
أن ثلاثة من الرعاة مدفونون في الجانب الغربي من الكنيسة الكهف، لا تزال قبورهم قائمة حتى
اليوم وعظامهم ظاهرة. ولا يزال هيكل الكنيسة الكهف يحتوي على مذبح مع عدد من الأيقونات وحنية صغير وراءها.
وتشير التقاليد أيضاً أن القديسة بولا قد أقامت كنيسة في المكان في القرن الخامس إلا أن السامريون دمروها في ثورتهم عام ٥٣٠ م.
وأعاد الإمبراطور جوستنيان بناء الكنيسة إلى أن دمرها
الفرس عام ٦١٤ م وقتلوا من كان فيها من رهبان، فأعاد الإمبراطور هرقل تعميرها عام ٦٣٢ م، لكنها هُدّمت مرة أخرى.
وخلال الحكم الإسلامي للمنطقة (٦٣٨ – ١٠٩٩ م) تم إعادة بناء الدير وأسوار حوله لتوفير ملجأ وحماية للرهبان
حيث أصبح فيه أخوية رهبانية حتى القرن الحادي عشر عندما تم تدميره
بالكامل من قِبل الصليبيين، بعدها هجره الرهبان.
وبقي الموقع الكهف كمزار للحجاج المسحيين عبر السنين، تحت رعاية كنيسة الآباء الأجداد
ببيت ساحور وكهنتها آنذاك، حتى عام ١٩٧١ م، عندما قرر بطريرك القدس، بمبادرة وبتشجيع من
الراهب سيرافيم (مؤسس الدير الحالي)، بناء كنيسة كبيرة في الموقع التقليدي لكنيسة الرعاة التي تحت الأرض
مباشرة مجاورة للكهف وليس فوقه، وتم تدشينها عام ١٩٨٩ م.
هذه الكنيسة الحالية سميت ﺒ "المجد لله في الأعالي" ولها ثلاثة مذابح مقدسة كُرست على النحو التالي:
المذبح الرئيسي إلى والدة الإله، المذبح على اليمين إلى الشهيد الكبير والمعالج القديس
بندلايمون، والمذبح على اليسار لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل.
وقد عٌرف الدير عبر القرون ﺒ "برج عيدر" و "ممتلكات بوعز" و "ممتلكات الملك داوود"
و "أرض يعقوب وراحيل" و "ممتلكات القديسين يواكيم وحنة" و "حقول العذراء مريم" وغيرها.
وبوعز التقى بزوجته راعوت في حقول بيت ساحور وتزوجا فيها ومن نسلهم جاء الملك داوود الذي من نسله جاء السيد المسيح.