أيّتها الجراحات المقدّسة. فأنتِ مُزْمِعة أن تبقي مفتوحة في جسم ابني الحبيب، لكي تكوني ملجأ منيعًا لجميع أولئك الذين يبادرون نحوكِ محتمين فيكِ.
لأنّه كم وكم من البشر هم عتيدون أن يقبلوا بواسطتكِ غفران خطاياهم. وبكِ تلتهب قلوبهم بمحبّة الخير الأعظم.
أيتها الأشواك القاسية. والمسامير والحربة الجارحة المؤلمة.كيف أمكنكِ أن تعذّبي بهذا المقدار خالقكِ. ولكن أنتم يا معشر الخطأة، أنتم هم الذين عاملتم ابني هذه المعاملة السيئة المرثى لها.
إرجعوا أيها الخطأة إلى قلب ابني المجروح، وعودوا إليه تائبين وهو يقتبلكم محتضِنًا. فاهربوا منه بحسب كونه قاضيًا، وارجعوا إليه بحسب كونه فاديًا. أهربوا من المحكمة القضائيّة إلى منبر الصليب.
فهوذا ابني قد مات ليخلّصك أيها العالم. فليس هو بعد الآن حين الخوف والفزع، بل حين الحبّ والانحباب، حين الانعطاف بالحبّ الحقيقي. نحو من أظهر لك حقائق حبّه إيّاك، باحتماله حبًّا بك هذا المقدار من الآلام الشديدة.
إنْ كان ابني قد ارتضى بأن يفتح جنبه بطعن الحربة لكي يعطيك قلبه أيّها الإنسان. فعادِلٌ وصوابيٌ أن تَهَبهُ أنتَ قلبكَ.