joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رحلة في لاهوت الأسبوع العظيم ( 6 أجزاء ) السبت يناير 17, 2015 2:47 am | |
| | |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| |
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: رحلة في لاهوت الأسبوع العظيم ( 6 أجزاء ) السبت يناير 17, 2015 2:56 am | |
|
|
رحلة في لاهوت الأسبوع العظيم الحلقة الثالثة:
ها هو العريس يأتي في نصف الليل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسبوع العظيم المقدّس بكامل أحداثه ومعانيه يُشكّل وحدة مترابطة ترابطا محكما؛ الأيام الثلاثة الأولى تذكّرنا بهدف الرحلة الصومية التي قطعنا شوطا كبيرا منها، ألا وهو انتظار العريس الآتي ، عريس الكنيسة ومخلصها يسوع المسيح.
لهذا تقيم الكنيسة في غروب أيام احد الشعانين، والإثنين والثلاثاء من الأسبوع العظيم ما نسميه " صلاة الختن " وهي خدمة تفوق كل الخدم الأرثوذكسية بهاءً وروعة وجلالاً ، وفيها نصلي خلال الطواف بأيقونة المسيح الختن المتألم : "ها هوذا الختن (العريس) يأتي في نصف الليل فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظا، أما الذي يجده متغافلاً فهو غير مستحق. فانظري يا نفسي أن لا تستغرقي في النوم ويُغلَق عليكِ خارج الملكوت وتُسَلّمي إلى الموت بل كوني منتبهة صارخة: قدوس قدوس قدوس أنت يا الله، بشفاعة جميع قديسيك ارحمنا ".
هذه الدعوة إلى انتظار العريس، المستوحاة من مثلَيْ العذارى (متى 25: 1-13) والوكيل الأمين (لوقا 12: 35-40)، تردّنا إلى ما أوصى به السيد، في ما كان يحدّث تلاميذه عن مجيئه الرهيب في اليوم الأخير، لمّا قال لهم "اسهروا" (مرقس 13: 33-37). وصيّة السهر -الذي نعيش مدلوله بقوّة في هذا الأسبوع- تدلّ على طبيعة جماعة يسوع وعملها وهو الإعلان عن اليوم الاخير في هذا الزمن الرديء بكل المقاييس، وهذا، لا شكّ، تستطيعه إذا سمّرَتْ هذه الجماعة عينيها على "خدر المسيح" (ملكوته أي كنيسته)، وأدركت أنها بقدرتها "لا تملك رداء للدخول إليه"، وانه وحده يعطيها الحلّة الجديدة إذا ما اتّخذها لنفسه عروسا على الصليب: " إنني أشاهد خدرك مزيناً يا مخلصي، ولست امتلك لباساً للدخول إليه، فأبهج حلّة نفسي يا مانح النور وخلصني " هذه الصلاة الرائعة المستمدة من المثل الإنجيلي وليمة عرس الملك .
يُشير إنجيل صلاة الختن الأولى التي تقام، وفق الممارسة الحالية، مساء أحد الشعانين، إلى أن التينة التي لعنها الرب فيبست (متى 21: 18-23). والتينة رمز إلى كهنة الهيكل والفريسيين الذين لم يثمروا، والى العالم أجمع، وإلينا نحن المدعوون مسيحيين ولكن بلا ثمار، والذي خُلقنا لنحمل ثمرا روحيا وأخفقنا. وهي تنقل تحذيراً إلى كل نفس عقيمة لا تعمل، في العالم، عمل الرب. ينتهي المقطع الإنجيلي بمثلين، الأول هو مثل الابنَيْن اللذين أرسلهما والدهما إلى العمل في كرمه فرفض الأول ثم تاب وذهب، وقَبِلَ الآخر لكنه لم يذهب . والثاني هو مثل العَمَلة القتلة الذين قتلوا مُرْسَلي صاحب الكرم وابنََه. فنتعلّم من المثل الأول أن الرب الذي يرغب في قبول التائبين يكره التواني، ومن الثاني أن العريس الذي غرّبه بنو جنسه وقتلوه هو "حَجَر الزواية" في البناء .
نتابع يوم الاثنين العظيم في صلاة الختن الثانية التأمل في موضوع عودة المسيح ديّان البشر . نصوص هذا اليوم تحضّنا على ضرورة اليقظة واقتناء الاستعدادات الداخلية التي يستلزمها هذا الحدث. فتُذكّرنا صلاة السَحَر بوجوب محبّة العريس وتهيئة المصابيح لامعة بالفضائل والإيمان، حتى متى جاء السيد يصطحبنا معه في عرسه، وهي مستوحات من مثل العذارى العاقلات اللواتي هيأن مصابيحهن وسهرنَ ينتظرنَ العريس فدخلوا معه للخدر، اما العذارى الجاهلات فلما غلبهم النعاس بقوا خارج خدره.
تضع الكنيسة أمامنا في يوم الثلاثاء مساءً في صلاة الختن الثالثة صورة المرأة التي دفقت الطيب على رأس يسوع في بيت عنيا (متى 26: 6-16).الترنيمة الشهيرة التي نرنّمها والتي تقول: "يا ربّ إن المرأة التي سقطت في خطايا كثيرة، لما شعرت بلاهوتك، اتخذت رتبة حاملات الطيب وقدمت لك طيوباً منتحبة وهاتفة: ويحي لقد حصل لي شغف الفجور وعشق الخطيئة ليلاً قاتماً فاقد الضياء ... فاقبل ينابيع دموعي .. فأقبّل قدميك الطاهرتين وأنشفهما بضفائر رأسي ، اللتين لما طنّ صوت وقعهما في مسامع حواء في الفردوس جزعت واستدارت خوفاً ، فمن يفحص كثرة خطاياي ؟ ... إلخ"، كتبَتْها، على ما يُعتقد، القديسة كَسْياني، وهي الفتاة التي قبلت أن تُرصف بين زميلات لها تَجَمَّعْنَ لكي يختار الإمبراطور عروسا له منهن ، وعندما وقع اختيارهُ عليها لحسنها الفتّان، تذكّرت عفَّتَها ورغْبتها بأن تبقى عروسا للرب ، فهربت واختبأت في أحد الأديرة، وأعلنت نفسها نظير تلك الزانية التي سكبت الطيب على قدمي المسيح ونشفتهما بشعر رأسها تائبة، لمرورها بهذه التجربة، وتابت بدموع كثيرة وهكذا تيسّر لها، كما قال أبونا البار يوحنا السلّمي في الزانية: "أن تدفع عشقاً بعشق" (المقالة 5: 26) .
كما تضع الكنيسة أيضا أمامنا في هذا اليوم صورة يهوذا الذي خان معلّمه وباعه "بثلاثين من الفضة" ، لعلّ الربط بينه وبين المرأة الخاطئة أساسه ما أورده يوحنا في إنجيله، لمّا كشف لنا أن هذا "التلميذ العاقّ والمحب الفضة" أطلق احتجاجا عنيفا على ما أظهرته المرأة من كَرَمٍ على يسوع (12: 1-8) مدعياً أن من الأفضل بيع ذلك الطيب وتوزيع ثمنه على الفقراء.
يرتبط هذا اليوم ارتباطا ظاهرا باليومين الفائتين، فصورة يهوذا الذي باع "الذي لا ثَمَنَ له"، تَرِدُ أيضا في صلاة الختن الثالثة ، فنتعلّم أن نصلّي الى الرب: "أن ينقذنا مِن حزبه، ويمنح الغفران للذين يعيّدون لآلامه الطاهرة" . حزب يهوذا رأينا أعضاءه في وجوه الفريسيين والكتبة...، وأمثالُهم لن يتمكّنوا من التعييد لآلام الرب الطاهرة وقيامته، لأن مَن تحكّمت فيه الخطيئة "يَصلب المسيحَ مجدداً"، ولا يعيّد إلا الذي تاب عن زلاّته بصدق كبير. تُذكّرنا المرأة الخاطئة بيوسف العفيف والعذارى الحكيمات...، وتجعلنا، بتركيز أشد، نفضّل يسوع على كل ما في الوجود: "الفقراء معكم في كل حين، وأما أنا فلستُ معكم في كل حين" .
واما توبة تلك المرأة الخاطئة العظيمة (أو حبّها الكثير، كما يحلو ليسوع أن يسميهوالذي جلب لها غفراناً كثيراً) فتردّنا الى موضوعَيْ الأمانة والسهر: وذلك أن يسوع الذي أنت أمين له ومتيقظ لمجيئه في مجده، وإن بدا اليوم مغلوبا ومُسلَّما للموت عادم القوة، لكن الكنيسة تريد من خلال هذا الترتيب الفائق اللاهوت أن تعلمنا أنه هو أيضاً الذي سيأتي في اليوم الاخير بمجد عظيم ليدين العالم . والتوبة التي هي أساسية في هذه الأيام الثلاثة، وفي كل وقت، تعطينا وحدها أن نشترك في فصح الرب وتفتح لنا أبواب الوليمة السرية .
اما صباح الإثنين والثلاثاء والاربعاء فنقيم خدمة " البروجيازميني = القدسات السابق تقديسها " ، ففي الأسبوع العظيم لا تقيم الكنيسة قداساً إلهياً منتظرة القداس الحقيقي وحدث الصلب والموت. تتحدث في هذه الأيام كل القراءات الإنجيلية والصلوات عن النهاية واليوم الأخير والساعة لا يعرفها أحد إلا "الآب وحده" . المثل الأول في التلاوة الإنجيلية هو مثل العبد الرديء الذي يفاجئه سيده في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها ويجعل نصيبه مع المرائين، لانه لم يكن حكيما ولا أمينا على العمل الذي أقيم عليه .
والمثل الثاني هو مثل " العذارى العاقلات والعذارى الجاهلات"، ومصابيحهنّ التي هي رمز الى نفوسهن ومدى استعدادها بالتوبة والفضائل لاستقبال العريس عندما أتى . وما يُظهره هذا المثل هو أن الزيت شخصيٌّ ولا يمكن استعارتُهُ، وأن النفس التوّاقة الى الرب تُكَوِّنُ طاعتُها لكلمته المحيية شوقها إليه . ويُعلّم هذا المثل مع "مثل الوزنات" الذي يتبعه أن الرب سَيَدِينُ الناس على أساس حكمته الأزلية التي كُشِفت في ابنه يسوع، وليس على أساس ظنونهم وتبريراتهم، ويذكّرنا بأن لا نبرّر نحن أنفسنا، فالحكيم هو مَن صدّق خبر الرب وبنى حياته عليه وانتظر، بتيقّظٍ، ما سوف يُكشَف في اليوم الاخير .
في نهاية الخدمة الصباحية، بعد أن يتلو الكاهن لآخر مرة صلاة القديس أفرام السرياني مع السجدات الثلاثة الكبرى " أيها الرب وسيد حياتي أعتقني من روح البطالة والفضول وحب الرئاسة والكلام الباطل وانعم عليّ انا عبدك الخاطيء بروح العفة واتضاع الفكر والصبر والمحبة وهب لي أن اعرف ذنوبي وعيوبي وألا ادين اخوتي فغنك مبارك إلى الأبد آمين " ، تنتهي عندئذٍ فترة التهيئة إذ إن الرب يدعونا الى عشائه الاخير .
في مساء اليوم ذاته " الأربعاء العظيم " نقيم صلاة الزيت المقدّس، التي تشاء الكنيسة أن نتمّمها للمرضى في بيوتهم ، وهي عزاء يتقبله المؤمنون ليدخلوا بنقاء اكبر في صلوات النصف الثاني من أسبوع الآلام . وفيها تتلى سبع قراءات من العهد القديم والأناجيل والرسائل، ويتم استدعاء الروح القدس لتقديس الزيت المقدّم والذي سيمسح به المؤمنون.
|
|
| |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: رحلة في لاهوت الأسبوع العظيم ( 6 أجزاء ) السبت يناير 17, 2015 2:59 am | |
| | |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| |
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: رحلة في لاهوت الأسبوع العظيم ( 6 أجزاء ) السبت يناير 17, 2015 3:02 am | |
| | |
|