في العالم احزان ٌ ثقيلة ٌ جدا ً ينوء بحملها اقوى الناس واشجعهم .
أمٌ ارملة ٌ تفقد وحيدها الشاب وهو على اول عتبات الحياة في ريعان شبابه .
فنان ٌ مبدع أخرجت ريشته اجمل اللوحات واروعها يفقد بصره في حادثة .
لاعبةُ العاب قوى مشهورة نضرة الجسد والروح تسقط وتصاب بشلل تام .
صبي في ربيع حياته ، يسقط البيت ويُدفن تحته كل افراد اسرته ، كلهم .
ماذا تقول لهؤلاء لتعزيهم ؟
كيف نخفف آلامهم ونحاول ابعاد احزانهم ؟
لا يستطيع ان يعزي الحزين الا حزين مر بتجربة قاسية ونال عزاء الرب
أو متأمل في رحمة الله ومحبته .
الله ينظر الى اولئك ويقترب منهم ويقول :
" تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كونثوس 12 : 9 ) .
تكفيك ، تكفيك الآن .
تكفيك الآن وانت في وسط الحزن وأنت في اعماق الالم ، وانت تمر بالتجربة .
الله يتدخل حالا ً أسرع من أي نجدة ، يُسرع ويقف معك الآن .
يُسرع اليك الآن لا في الماضي ولا في المستقبل بل في الحاضر .
تكفيك نعمتي ، نعمته تكفيك ، كم حجمها ، ما مقاييسها ، نعمته هو .
نعمة ٌ غير محدودة كما هو غير محدود . نعمته عظيمة كما هو عظيم
وهي ملكه هذه النعمة له يعطيها لك لتكون ملكك
نعمة الله ملكك وقت الحزن والالم والضيق والمشقة والتجربة
وهو يوجه القول لك ، يوجه النعمة لك ، يرسلها اليك أنت .
الله يعدك بأن نعمته تكفيك ، هل تصدّقه ؟ هل تصدّق الله ؟
هذه هي التعزية الوحيدة ، وعد الله بأن نعمته تكفيك
لهذا فالمؤمن بهذا الوعد الذي يصدّق الله يتعزى في محنته
والسلام يغزو قلب المجرّب اذا ما تمسك بهذا الوعد وصدّقه .
أحيانا ً ننظر الى وعود الله وعهوده على انها آمال ٌ بعيدة المنال .
وعود الله حقائق صادقة ، جرّب قوة الله وهو يحققها لك .
الله يعدك بالنعمة ، نعمته تكفيك ، نعمة تفوق اعنف التجارب .
الله يعدك بالرحمة ، رحمة ٌ تغطيك ، رحمته أقوى من أعتى الطعنات .
نعمته تغّلف التجربة وتفقدها حدتها وعنفها وقسوتها وسطوتها
نعمة الله تكفيك " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " .
إذا ما دهاك البلى والخطر.. فيكفيك من نعمتي ما انسكب
ولا توقع النار فيك الضرر .. فاني انقيك مثل الذهب
تمتع بنعمة الله ففيها الكفاية .
منقول