"قبيلة الأشباح"
غالباً ما يتعرضون للتعذيب والقتل، بسبب الخرافات أو الخوف. وقد طالب البابا فرنسيس بنفسه بدراسة القضية.
في إفريقيا، يُطلق عليها اسم "قبيلة الأشباح". الظلال البيضاء لا تمشي لكنها تختفي. هذه هي القصة المأساوية التي يعيشها المُهق الأفارقة ويشجبها رئيس أساقفة تابورا في تانزانيا، المونسنيور بول ر. روكوزا. قليل ما يُقال عن هذه المسألة، لكن استنكار الأسقف لفت الانتباه إلى مأساة منسية. استخدم الأسقف عبارات قوية قائلاً: "هذا وحشي. إن حصول محرقة مماثلة في سنوات الحضارة، السنوات التي حقق فيها الإنسان أهدافاً كثيرة، يمثل بالنسبة لنا حالة مأساوية، ويجب ألا نسمح مطلقاً بتضحيات مماثلة". بدوره، عبر البابا فرنسيس خلال الأشهر الماضية عن رغبته في أن تُناقش محنة المُهق في ندوة لأكاديمية العلوم الحبرية، داعياً المسؤول في منظمة الأمم المتحدة كريستيانو جينتيلي الذي ألف كتاباً يشجب مأساة المُهق إلى التحدث عن الموضوع.
الوضع خطير بخاصة في تانزانيا حيث قررت الحكومة الاهتمام به. وبحسب موقع Today.it، فإن "مأساة المنتمين إلى "قبيلة الأشباح" تحولت إلى حالة طوارئ وطنية، بحيث حرصت الحكومة على إنشاء ملاجئ خاصة لمئات الأطفال المُهق، وشكّلت فرقة عمل فعلية للتحقيق في أعمال القتل".
يولد في تانزانيا طفل أمهق بين كل 1400 مولود. المهق هو مرض وراثي ناتج عن خلل في الصبغيات يعيق عمل الميلاتونين. ويكثر عدد المُهق لأنهم يتزوجون من بعضهم البعض في سبيل تأمين الحماية لأنفسهم، ما يؤدي إلى ارتفاع عددهم. لكن العنصرية والخرافات تحولهم إلى فرائس حقيقية.
بشرتهم استثنائية وجسدهم يساوي ثروة. يُقتلون ويُشوّهون، لكنهم أحياناً يُشوهون وهم على قيد الحياة، لأن السحرة يعتقدون أن أعضاء جسد الأمهق تزداد قيمتها كلما علت صرخاته. يمكن لأذنيه ولسانه وأعضائه التناسلية أن تساوي حتى 75000 يورو. وقد تصل قيمة جِلده في السوق السوداء إلى 7000 يورو إذا كان طفلاً. كما يعتقد البعض أن إقامة علاقات جنسية مع شخص أمهق قادرة على الشفاء من الإيدز، وغالباً ما يُترجم هذا الاعتقاد بعمليات اغتصاب وانتهاك لرجال ونساء على حد سواء.
منذ سنة 2007، شُجبت أكثر من 290 حالة تعرض فيها أطفال مهق لاعتداء عنيف وبيعوا لسحرة في تانزانيا وأنحاء أخرى من إفريقيا، حسبما ذكّر الأسقف التانزاني. وأوضح جون ماكومبي، أستاذ العلوم السياسية الأمهق في جامعة زيمبابوي ورئيس جمعية زيمبابوي للمهق: "بحسب التقاليد، يُعتبر المهق لعنة أو حراماً في إفريقيا. يعتقد كثيرون أن وجود أمهق في العائلة هو عقاب لها من الآلهة".
حتى الآن، تعمل بعض المنظمات غير الحكومية من بينها المنظمة الكاثوليكية الإيطالية CUAMM على شجب مأساة المهق والاعتناء بهم. وعقب كلام أسقف تابورا الذي أعاد إطلاقه على صعيد دولي، يبدو أن حكومة تانزانيا تبدأ بالتحرك.