الاربعاء ١٣ طوبه ... ٢١ يناير ٢٠١٥
عيد عرس قانا الجليل
في ثلاث كلمات عن الأعماق الروحيه والكتابيه واللاهوتيه في هذا العيد السيدي الصغير الذي يأتي كنهاية أعياد الظهور الالهي التي عشنا فيها في الايام السابقه ، نحن امام عرس البشريه الذي سوف يتوج مسيره الانسان منذ ميلاده مع المسيح الي زواجه الابدي بالعريس السماوي :
١- عرس ادم الجديد :
لقد بدأ الله مسيرته مع الانسان الاول بأن أقام اول عرس في السماء بين ادم وحواء ... ولكن ادم سقط مع حواء وتحول العرس الي مأتم وأصبح الانسان في أشد العوز الي سر الفرح وصرخت العذراء بحاله البشريه الساقطه الغير قادره ( ليس لهم !!!!! يو ٢ : ٣ ) لقد شربت البشريه الخمر الدون اي الرديئة وعاش ادم في حزن وغم لانه فقد حضور الله الدائم معه ... هنا يااخي الحبيب يستعيد الله فرح الانسان بحضوره الحقيقي ( ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الي العرس يو ٢ : ٢ ) ... اننا جميعا خطبنا له لكي يقدمنا عذراء عفيفه للمسيح تمهيدا لاقامه دائمه في الملكوت ( لا اعود أشرب من هذه الكرمه الي ان اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي مت ٢٦ : ١٩ ) .
٢- عرس إمكانية التحول :
كان الانسان قبل الميلاد غليظ الرقبه وقاسي القلب وفاقد الأمل في إمكانية التغيير او التحول من هذه القسوه ... المسيح يقدم نفسه في هذه المعجزه كمصدر التحول في حياه الانسان .. لقد أمكن ان يحول طبيعه الماده الي ماده اخري لها طعم ومذاق ... اي في المسيح وبالمسيح هناك إمكانية التحول وهنا نتذكر معجزه الخمس خبزات والسمكتين وإمكانية البركه والامحدوديه واللانهائيه حيث الشبع والفائض ... يااخي الحبيب ان الحاجه والجوع كانا الدافع لإجراء المعجزتين وانت يااخي في حاجه وعوز الي العزاء والسرور ورفع الهموم والغموم وتحويل كل هذا اذهب الي قانا الجليل وسوف تري إمكانية تحويل كل شئ في حياتك !!!!
٣- عرس ظهور مجده :
( وأظهر مجده فآمن به تلاميذه يو ٢ : ١١ ) .... ان المعجزات وحدها ليست طريقا للإيمان فقد اكل من الخمس خبزات الآلاف ولم يؤمنوا جميعا بالمسيح بل ربما بعضهم قال اصلبه اصلبه وكذلك في قانا الجليل كثيريون شاهدوا تحول الماء الي عصير كرم ولم يهتموا الا بمذاق العصير الجديد ولكن التلاميذ كانت لهم اذان مفتوحه مهيأة للسمع وعيون مبصره مستعده للرؤيا لذلك عندما رأوا التحول من ماء الي عصير كرم حدثت معجزه إيمانهم لانهم رأوا ان معلمهم كسر الماده وامكنه تحويلها ... ما احوجنا اليوم الي هذا الحس المرهف وهذه الاذان السامعه وهذه العيون المبصره في تتبع اعمال المسيح في حياتنا .. انه كل يوم يحول أشياء كثيره ومجده يتجدد حولنا يوميا فهل من عين تري وإذن تسمع وتمجد الله علي عمله معنا ومع الآخرين ... حاول ان تري ذراعه القويه وهي تعمل وتنقذ وتدبر وتحول !!!!