رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: الماء والزيت الخميس يناير 22, 2015 1:06 pm | |
| اعداد راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطّع
الماء والزيت
مرّ العمّ نقولا صباحًا كما في كلّ يوم سبت ليأخذ حفيده نقولا الصغير وذلك ليقوما بنزهة معًا. كان العمّ نقولا متقاعدًا وعاطلاً عن العمل، وقد أمضى حياة طويلة في البحر، محبوبًا عند كلّ الأصحاب والمعارف. وأحبّ ما عنده هو أن يصحب حفيده في مشاويره يوم السبت فقط بسبب الدوام المدرسيّ. أوّل محطّة في مشوارهما كان بيت كنّته كي يرى حفيدته الصغيرة ابنة الأشهر العشرة. وعند دخوله إلى البيت كانت كنّته تغيّر ملابس ابنتها التي تبدي فرحها بهذا الاعتناء. وما إن انتهت الأمّ من ذلك، أخذها الجدّ إلى أحضانه وبدأ يلاعبها. فجأة لاحظ في رقبتها شيئًا ما، فالتفت إلى كنّته قائلاً: - ما هذا يا ابنتي؟ - إنّه صليب أحضرته لها عرابتها. وهذه خرزة زرقاء تحميها من العين، وقد أحضرتها والدتي أوّل أمس. لم يجب الجدّ، بل طلب فنجانًا من القهوة، وما إن جاءته به الكنّة حتّى جلس على المقعد وأجلس حفيده قربه، وهو يقول. "ألا قولي لي، يا كنّتي، هل رأيت مرّة في نفس الكأس ماء وزيتًا معًا؟". فهزّت له الكنّة رأسها بالنفي دون أن تعلم قصده. أمّا هو، فأضاف: "الماء والزيت مهما فعلت لا يمكن خلطهما، فإنّ الزيت دائمًا سيطفو على السطح، وسيبقى الماء من تحت، والواحد لن يتقبّل الآخر أبدًا. هل فهمت؟". فردّت باستغراب: "نعم، لقد فهمت". فأجابها على عجل: "لم تفهمي. لأنّك لو فهمت لما خلطتِ الوحوش المفترسة مع الحيوانات الهادئة. وإذا ما أصيبت الحفيدة بالعين كما تفترضين أنت وأمّك، فقرّرا من سيحميها من العين، الخرزة الزرقاء أم الصليب؟ لأنّ الاثنين معًا لا يمكن أن يتواجدا، كما لا يمكن أن يختلط الزيت بالماء. فإذا كنتما تثقان بالخرزة، وجب أن تنزعا الصليب من رقبة الحفيدة، وتضعا مكانه خرزة أخرى أكبر لتحميها أكثر. أمّا إذا شئتما أن يحميها الصليب من العين ومن أيّ ضرر آخر، فألقيا عن الطفلة هذه التفاهة من دون أن تثيروني". كان الصغير يتابع هذا الحوار بصمت. وبعد قليل خرج مع جدّه من البيت. حيث توقّفا عند إحدى الجارات ليبلّغا طلبًا من الجدّة. رحّبت بهما الجارة، ودعتهما إلى بيتها لتقدّم لهما بعض الحلوى. وبدأت الحديث مع الحفيد. وبينما كان الجدّ يتمشّى في الغرفة وقعت عيناه على زاوية الأيقونات، ولاحظ هناك ورقة ملوّنة مطويّة وموضوعة بين الأيقونات. التفت إلى ربّة البيت وسألها مشيرًا إلى تلك الورقة. - من هو هذا القدّيس يا ماريّا؟ - فضحكت وقالت: ليس قدّيسًا، إنّها ورقة يانصيب اشتريتها لولدي. - ولماذا وضعتها بين الأيقونات؟ - لقد نذرت إلى العذراء، وطلبت منها أن تساعدني ونربح كي لا يتعذّب ولدي الوحيد ليلاً ونهارًا عاملاً في البناء بأجر زهيد جدًّا. - قولي لي، يا ماريّا، هل رأيت مرّة زيتًا وماء في كأس واحدة؟ وانتهى الحديث إلى قوله: "إن كنت ترغبين في مساعدة العذراء، اسأليها أن تجعل ابنك صحيحًا معافًا، وأن تملك يداه القوّة ورأسه العقل، وأن يكون لديه عملاً دائمًا، واتركي اليانصيب. لأنّ العذراء تبارك النقود الناتجة عن الجهد والعرق وليس عن الكسل والخمول. أمّا إذا شئت أن تربحي اليانصيب، فما عليك إلاّ أن تباركه فاتحة الفأل وقارئة الفنجان كي تؤمّني على مستقبلك ولا تخلطي الماء بالزيت، لأنّهما لا ينخلطان". المحطّة الثالثة كانت كنيسة الحيّ. أشعلا شمعة للأموات، لأنّه يوم سبت. وبينما هما في طريقهما إلى خارج الكنيسة، رأيا ابنة القندلفت في زاوية وهي تقرأ شيئًا في الظلام، فسألها الجدّ: "أتدرسين، يا ابنتي؟". فردّت: "لا. أنا أقرأ مجلّة عن الأبراج لأرى كيف سيكون نهاري". فعضّ الصغير على شفتيه، إذ بدأ الجدّ بالحديث مجدَّدًا عن الماء والزيت وأضاف: "إذا كنت ترغبين بأن تقرأ لك النجوم حظّك، فعليك أن تذهبي إلى مكان آخر وليس هنا. أفهمت؟ وانتهت النزهة إلى بقّال المحلّة القديم بأكياس الأرزّ وغيرها وبميزانه القديم والسمك المعلّق المجفَّف والمتدلّي معرَّضًا للهواء. وعند دخولهما إلى المخزن، كان العمّ خليل صاحب المحلّ منكبًّا على طاولة فوق نشرة رهان على مباريات كرة القدم. وعندما انتهى منها طواها ورسم عليها إشارة الصليب مرّتين ووضعها في جيبه. وهنا، ظهر نقولا الصغير على أنّه تلميذ نجيب فقال لجدّه: "يا جدّي، دعني أقول أنا قصّة الزيت والماء". وما كان من الجدّ إلاّ أن غمزه بعينه سلبًا، ثمّ اشتريا بسرعة ما كانا يحتاجان إليه وهمّا بالخروج. وعندما خرجا سأل الصغير جدّه: - لماذا لم تروِ له قصّة الزيت والماء؟ - هذه القصّة لا تجدي نفعًا هنا. - لماذا يا جدّي؟! - إنّه الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يخلط الزيت بالماء بحيث لا يستطيع أحد أن ينتبه إلى ذلك. اسألني أنا الذي أشتري من برميله كلّ هذه السنوات. وأضاف مبتسمًا: "كما يقول المثقّفون: لكلّ قاعدة شواذُها". | |
|
بنت افا كاراس خادم الرب
عدد المساهمات : 3217 نقاط : 3845 تاريخ التسجيل : 21/10/2014 الموقع : القاهرة
| موضوع: رد: الماء والزيت الخميس يناير 22, 2015 2:52 pm | |
| قصة جميلة ليتنبارك اسمك يارب ربنا يباركك ويعوضك رغدة شكرا لك | |
|
أبن افا كاراس خادم الكل (ابن افا كاراس)
عدد المساهمات : 2386 نقاط : 2764 تاريخ التسجيل : 30/10/2014 الموقع : مصر
| موضوع: رد: الماء والزيت الخميس يناير 22, 2015 8:30 pm | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الماء والزيت الجمعة يناير 23, 2015 11:14 am | |
| | |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الماء والزيت الأربعاء فبراير 04, 2015 6:04 am | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الماء والزيت الأربعاء فبراير 04, 2015 10:37 am | |
| | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الماء والزيت الأربعاء فبراير 04, 2015 10:30 pm | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الماء والزيت الخميس فبراير 05, 2015 10:57 am | |
| | |
|