سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: القيم الأنسانيّة في لغة الأدب الخميس يناير 22, 2015 6:02 pm | |
|
لكل إنسان في هذا الكوكب أدواته للتعبير عن أحاسيسه ومشاكله الاجتماعية، ومن يفتقر لتلك الآليات يعاني من عدم القدرة على إيجاد لغة للتفاهم مع الآخرين. وقد يجيد البعض لغة التعبير عن معاناته اليومية لكنه لا يجيد آليات التعبير لتسطير هذه المعاناة على الورق بغية خلق كائنات حية تتفاعل مع المحيط. وتكمن ميزة الأديب بكونه يمتلك ملكة التعبير ويتقن أدوات وآليات تدوين الأفكار والآراء، وبالتالي قدرته على خلق كائنات حية تجيد الحركة في المجتمع وتعبر (قدر الإمكان) عن متطلبات وأحاسيس الكائنات البشرية التي تعاني في صراعها اليومي مع ثنائية الخير والشر. وهنا تكمن خطورة الأديب الذي يمكن أن يستخدم آلياته في التعبير لصالح كائنات الشر، وبالتالي يساهم في توسيع مساحة الشر وعلى حساب مساحة الخير، لأن تلك الثنائية مازالت في صراع مستمر لتحقيق مكاسب لإحكام السيطرة على الطرف الأخر من الصراع. الأديب والأدب الإنساني: يختص هذا النوع من الأدب في الانحياز نحو التعبير عن إنسانية الإنسان، ويساهم في فضح الانتهاكات والتجاوزات على القيم الإنسانية وبالتالي فإنه يصنف إلى جانب قوى الخير. ويجد ((سلامة موسى)) إن الإنسانية في الأدب تعني مكافحة الظلم والجهل والفقر، والأديب الذي يتخذ هذا المذهب الإنساني تعود حياته أدباً لأنه مكافح. وهذا الاصطفاف للأديب مع القيم الإنسانية، يؤدي إلى تعريض حياته إلى العديد من المشاكل ابتداءً من الفقر وانتهاءً بالتنكيل من قوى الشر التي تجد في هذا الاصطفاف خطورة تهدد مصالحها. ويعبر عن ذلك ((برنارد شو)) بقوله: ألم يصبح الأدب كفاحاً، والكفاح أدباً. ويجد البعض أن اصطفاف الأديب إلى جانب القيم الإنسانية والعمل على الدفاع عنها، يعود إلى ضمير (الإنسان الأديب) فكلما كان ضمير الأديب حياً، كلما كان حراً في التعبير والدفاع عن قيم الخير. ويعتقد ((سلامة موسى)) أن الكاتب الذي يقف بعيداً عن مصلحة الشعب أو الذي كتب في مدح المستبدين والمستعمرين، لا يمكن أن يوصف بأنه (كان أمنياً للإنسانية والمجتمع) لأن الأدب هو التعبير عن الضمير الإنساني، والأديب هو ضمير العالم. وهناك من يجد أن الحرية الحقيقية التي يسعى إليها الأديب هي تعبير عن حرية الضمير، والأديب الذي يمنح ضميره إجازة في أي مرحلة من مراحل حياته، يفقد حريته وبذلك نجده يغير من اصطفافه لصالح قوى الشر. ويجد ((فولتير)) أن حرية العقل وحرية العقيدة وحرية الضمير هي أثمن ما يملكه البشر. وهنا تكمن عظمة الكاتب والمبدع والأديب الذي ينهل من القيم الإنسانية مادته ويصنع منها آليات وأسلحة مضادة ضد قوى الشر التي تسعى لفرض قيمها على سائر البشر. وبهذا يعبر الأديب عن إنسانيته، وبالتالي عن حريته التي دونها يفقد آلياته في التعبير. ويعبر ((سلامة موسى)) عن ذلك خير تعبير بقوله: أن عظمة الكاتب تكمن في أن يكون بعضه فيلسوفاً، أو بعضه عالماً، أو بعضه أديباً، ولكن معظمه يجب أن يكون على الدوام إنساناً. وبهذا فأن الأدب الإنساني، هو تعبير عن الحرية والضمير وقيم الخير والتصدي لقيم الشر المضادة. موقف الأديب من قضايا المجتمع: النتاجات الأدبية، لا تعبر عن عظمة وحجم الأديب في عالم الأدب بل عن ماهية هذه النتاجات الأدبية فالتقييم للأعمال الأدبية لا يعتمد معيار عدد النتاجات وإنما قيمة هذه النتاجات وما تقدمه لرفد الحضارة الإنسانية. ويجد ((غالي شكري)) أن العلاقة بين الإطار الفني الأدبي، ومحتواه الإنساني، لم تعد علاقة ميكانيكية يمكن الحكم (على هداها) بأن البلاغة في اللفظ دون المعنى، أو العكس لأن الأعمال الفنية في حقيقتها كائنات حية متكاملة. وبهذا فإن الإنتاج الأدبي الذي يعبر عنه بالكائن الحي يجب أن لا يكون إنتاجاً مشوهاً يدلل على قبح وتشوه ضمير الأديب، بل عن مخلوق يمكنه التعامل مع المخلوقات الحية الأخرى في الفضاء الأدبي ويؤثر بها ويتأثر بها. وأن لا يكون نكرة ترفضه المخلوقات الأدبية الحية أو يكون منبوذاً لا تنطبق عليه المقاسات الإنسانية. ويعبر ((سلامة موسى)) عن ذلك بقوله: ليس الأدب الإنساني، أن تؤلف القصص وتكتب القصائد كي تبعث في الأثرياء العطف على الفقراء والتصدق عليهم، وإنما هو أن تنظر بعين الفنية للمشكلات الإنسانية والاجتماعية ولكن من موقف الشعب نفسه، أي من الموقف الإنساني، وليس من موقف الأثرياء فلا تطلب التصدق وأنما تكافح للعدل والمساواة. وهذا الأمر يقودنا إلى تسليط الضوء على (أدباء السلطة المبادة في العراق) اللذين ساندو القيم المضادة للإنسانية وطبلوا للحروب ولتمجيد الطاغية، وما زال البعض منهم يجد في (الجوائز المالية وأنواط الخسة والإجرام) التي حصل عليها تعبيراً عن قيمة نتاجاته الأدبية. في حين أن البعض الأخر يحبذ أن يطلق على نفسه (شاهداً على التاريخ) وليس مدافعاً عن مؤسسة الإرهاب التي طالت الملايين من الشرفاء. وإذا كان هناك قصوراً في الوقت الحاضر لمحاكمة هؤلاء عن (نتاجاتهم الأدبية) وعن جوائزهم المالية وأنواط شجاعة الدفاع عن الطاغية ونظامه المباد، فيجب على ضحاياهم إعداد قوائم بأسمائهم (كأدباء عديمي الضمير) تعلق على جدران المنتديات الثقافية في كل الوطن العربي ليكونوا عنواناً لاصطفافهم مع قيم الشر.
| |
|
أبن افا كاراس خادم الكل (ابن افا كاراس)
عدد المساهمات : 2386 نقاط : 2764 تاريخ التسجيل : 30/10/2014 الموقع : مصر
| موضوع: رد: القيم الأنسانيّة في لغة الأدب الخميس يناير 22, 2015 8:12 pm | |
| | |
|
ليزا الادارة العامة
عدد المساهمات : 6546 نقاط : 8878 تاريخ التسجيل : 12/10/2014
| موضوع: رد: القيم الأنسانيّة في لغة الأدب الثلاثاء يناير 27, 2015 3:01 pm | |
| | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: القيم الأنسانيّة في لغة الأدب السبت مارس 14, 2015 9:53 pm | |
| | |
|