"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ (في السباق) جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ (الجائزة)؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا (تحصلوا عليها)." (1كورنثوس 24:9).
أتذكر قصة الصبي الصغير الذي سأله والده ذات يوم: "ماذا تُحب أن تُصبح عندما تكبر؟" فأجاب الصبي الصغير "أُحب أن أكون أفضل لاعب كرة قدم". وفي اليوم التالي، باكراً في الخامسة صباحاً، أتى والده إلى حجرته وأيقظه. وعندما عرف الوقت، تعجب الصبي أن والده قد أيقظه باكراً جداً. وقال له "بابا إنها الخامسة صباحاً فقط. وأُريد أن أنام أكثر،" وتقلب في سريره. ولكن قال له أبوه، "لا يا ابني. أنت قُلت بالأمس أنك تريد أن تُصبح أفضل لاعب كرة قدم. ولكي يحدث هذا عليك أن تتعلم أن تستيقظ مُبكراً، وتركض وتتدرب كل يوم. وإن فعلتَ هذا حتى تبلغ الثمانية عشر من العمر، ستُصبح الأفضل."
وبتثاقل، استيقظ الصبي وذهب مع أبيه للركض. ولكن لم يكن هذا نهاية المطاف. ففي النهاية أصبح هو الأفضل، وعندما سألوه كيف فعل هذا، قال، "أُرجع هذا كله إلى أبي." ماذا تقول لك هذه القصة؟ ليس كافياً أن تأخذ قراراً لتنجح؛ بل عليك أن "تستيقظ وتركض!" فلقد اخترتَ أن تكون الأفضل؛ فافعل هذا الآن.
وقد يكون قرارك مثلاً أن تكون أفضل كاتباً في العالم؛ فلا تنتظر وحسب إلى أن يحدث هذا. بل ابدأ في الكتابة الآن. ومارس الكتابة في كل فرصة وحسِّن من مفرداتك اللغوية. ولن يمضي وقتاً طويلاً، لتُصبح أفضل كاتب ممن حولك. وينطبق هذا على أي مجال من مجالات الحياة. فطالما اتخذتَ قراراً أن تكون الأفضل، فدرب نفسك؛ وضعْ إمكانياتك أمامك وقُل "الآن، سوف أصقلكم إلى أن أُصبح الأفضل."
وأيضاً، تجنب التشتيت، فلا يمكنك أن تقضي ساعات عديدة من يومك تُشاهد أفلاماً مثلاً وتتوقع أن تكون الأفضل في أي شيء جاد. فبدلاً من مشاهدة الأخبار منذ شروق الشمس إلى غروبها، ضع في قلبك أن تصنع أنت الأخبار. ودرِّب نفسك؛ بأن تبدأ في قراءة المواد الصحيحة وتستثمرها في فكرك. كُن طالباً مختلفاً؛ وكُن موظفاً مختلفاً في بنك، وكُن محامياً مختلفاً. وقُد تفكيرك لتحسين إمكانياتك؛ "استيقظ واركض!"
صلاة
أبويا الغالي، أشكرك لأنك أعطيتني إمكانية أن أكون الأفضل في كل شيء أفعله. وأشكرك لأنك تُساعدني أن أربح السيادة في مجالي؛ فأعمل اليوم من مستوى عالٍ من التميز، في اسم يسوع. آمين.