قصة: خادم كلمة يتنازل عن كرسيه
كان أحد خدام الكلمة ينتظر الأتوبيس، وإذ جاء جلس على كرسيه، لكن "السائق" دخل في حوار مع راكبٍ أصر أن يركب الأتوبيس ويقف لأنه لم يجد له كرسيًا.
- أرجو أن تنزل، فإنه ليس لك كرسي، والقانون يمنع أن يقف أي راكب في الأتوبيس.
- لا يمكنني أن أنزل، فإن زوجتي وأولادي في الدور العلوي للأتوبيس وليس معهم الأجرة.
- لكن القانون يمنعني أن أقود السيارة ما لم يكن كل الركاب جالسين في كراسيهم.
أصر كل منهما على رأيه، وتأخر الأتوبيس، عندئذ وقف خادم الكلمة ووجه حديثه للركاب:
"سيداتي، سادتي...
لعلكم جميعًا ترون ما يحدث الآن.
فإن السائق يخضع للقانون ويخشى كسره، لأنه لا يجوز لراكب أن يقف.
والراكب يخضع لقانون قديم هو قانون الأسرة، حيث لا يجوز للرجل أن يترك زوجته وأولاده!
لهذا فإنه لكي لا ينكسر قانون الحب الأسري قررت أن أترك كرسيّ لهذا الراكب، فيستريح الكل: السائق والراكب وأنتم أيضًا تستريحون جميعكم حتى لا تتأخروا.
كل ما أريد أن أقوله لكن أن ما أفعله الآن إنما أرد لمخلصي يسوع المسيح ما فعله معي، إني أود أن أتشبه به، فإنه إذ
رأى أن كل رَكْب البشرية قد توقف، وغير قادرٍ على الحركة لبلوغ حضن الآب أعطاني مكانه وأخذ موضعي. دخل بي كما إلى مركبة سماوية تعبر بي مع مصاف المؤمنين إلى أحضان الآب. ونزل
هو إلى الصليب، ودخل إلى الجحيم، بعد أن قبِل الموت الذي اَستحقه أنا في جسده المقدس!"
قال هذا ونزل من الأتوبيس ليترك مكانه لغيره.
* أخذت ما ليَ، وأعطيتني ما لكَ!
ماذا لي سوى الموت؟!
لقد حملت جسدًا ومتْ،
لا بسبب خطية،
بل من أجل محبتك لي!
* وماذا لكَ أنت أيها المخلص؟
المجد الأبدي الفائق!
وهبتني إياه بغنى نعمتك الفائق!
عظيم هو حبك أيها العجيب في اهتمامك بي!
يشتاق اللَّه أن يقدم لنا بركاته،
أكثر من اشتياقنا نحن إلى نوالها!