لا تنتظر الشّكر من شخص مددت له يد المساعدة أو أسديت له خدمة، بل وجب عليك أن تشكره لأنّك بعملك هذا، خطوت خطوة إضافيّة نحو إنسانيّتك الكاملة. ولا تتذمّر من عدم خدمة الآخر لك، ولا تضيّع الوقت في الملامة والشّكوى. لا ترجو منك الوردة شكراً متى انتعش قلبك بأريجها، ولا تلومك الشّمس إن لم تعترف لها بجميل الحياة.
امنح من عطرك نسمة وابذر أريجك بسخاء مجّاناً أخذت من الحياة فمجّاناً أعطِ...
تكون خادعة أحياناً. فوأنت تتأمّل جبلاً شامخاً من بعيد، يتهيّأ لك أنّه صغير جدّاً. وإن نظرت إنساناً لا ترمقه بعينيك بل دع قلبك يخترق جماله المحجوب عنك. فما تراه ليس هو الحقيقة، بل كلّ الحقيقة تحيا في داخله.
أغمض عينيك وعاين الجمالْ وافتح قلبك واقتبل فيض النّورْ تأمّل واحلمْ وارتقِ وحده القلب يسمو بكَ
"أحبّك"، كلمة بسيطة وصغيرة إلّا أنّها عظيمة ومؤثّرة في النّفس. تتسرّب إلى القلب فتحييه من جديد وتبعث في نفس سامعها الشّعور بقيمته الإنسانيّة. فهمّ الإنسان الأوّل هو أن يكون محبوباً. "أحبّك"،
لفظة تختصر كلّ معاني الإنسانيّة من وفاء وإخلاص وخدمة وبذل شيء من الذّات في سبيل المحبوب. قد يخحل البعض من التّعبير عن حبّهم، ولعلّ ذلك يعود إلى اعتبارات لا يعترف بها العقل ولا يتأثّر بها القلب. أمّا من تحرّر من قيود التكبّر فإنه معبّر عن حبّه بالقول والفعل. لا تخجل من التّعبير عن حبّك، ولا تأسره في سجن الكبرياء، واعلم أنكّ إن بادرت بالحبّ، ارتدّ إليك فيضاً غامراً يملأ وجودك غبطة وسروراً.
قل أحبّك ولا تخجلْ وليدوِّ رنين القولِ قل أحبّك ولا تأبه لعقل مشكّك أو قلب فارغِ
إذا رأيت شخصاً يتخبّط وسط أمواج الحياة ،
مدّ يدك إليه حتّى وإن كنت لا تجيد السّباحة. يكفي أن يرى كفك ممدودة كجسر خلاص ليلفحه هواء النّضال من أجل العيش وتحدّي مخالب الموت.
لا تقل هذا عدوّ، أو حبيب، فعباب الحياة لا يفرّق بينهما. مدّ يدك وحسب وأنقذ إنساناً يتراقص الموت على حافّة حياته.
كن جميلاً وخض العبابَ بلا خوفِ حياة شريك لك في الوجودِ تستحقّ المجازفة كن منقذاً تكن جميلا
منقول
____________________________________ |