الخصوصية بين الزوجين
تحذر باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد من فخ الذوبان فى الآخر، أى لا يجوز أن يكون الزوجان شخصية واحدة، قد يكون لهم نفس الهدف، أو المصلحة واحدة، ولكن لابد التعامل على أنهما شخصان مختلفان، حتى لا تفقد الحياة روح الاختلاف الجميل.
وعلى الجانب الآخر تنصح بضرورة وجود خصوصية بين الزوجين، مع الأخذ فى الاعتبار وجود فرق بين الخصوصية والأسرار.
فمن الطبيعى تلاشى الأسرار بين الزوجين، لكن لابد من وجود خصوصية؛ لأن تلك طبيعة الإنسان، يحب الشعور بالاستقلالية الشخصية بعض الشىء، مع توافر بعض اللحظات الخاصة التى يستطيع فيها إعادة ترتيباته وخطط حياته، ويفضفض مع نفسه، ربما لخصوصية العبادة، أو لإعداد النفس والجسد، وكل هذا يحتاج أوقاتاً من الخصوصية.
وتضيف شيماء أنه ليس معنى أن يطلب شخص بعض الخصوصية أن تكون لديه أسرار، إنما هى فترة تفاوض مع النفس لا أكثر ولا أقل، وهى لا تطول، ولا تأخذ أكثر من وقتها.
وتشير إلى أن أكثر شىء يزعج الطرف الذى يحتاج لشىء من الخصوصية الاتهام الذى يواجهه أنه يريد إخفاء شىء ما، بل وقد يزعجه أيضا التجسس عليه، والبحث خلفه، وهذا قد يجعل الطرف الآخر يفقد الكثير من الامتيازات فى حياته مع شريكه.
أما عن الفرق بين الخصوصية والسرية :
يقول الدكتور جمال الخطيب دكتور في الطبّ النفسي بأنّ الصراحة لا تتعارض مع الاحتفاظ بالخصوصية وينبغي الا نخلط الخصوصية بالسرية أو حجب الحقيقة عن الزوج او الزوجة فهما امران مختلفان، عندما يتعلق الامر بمصلحة الزواج فهو ليس خاصاً وانما مشترك، فالاشياء الخصوصية هي التي تكون متعلقة بالفرد نفسه وليس بالزواج او العلاقة بالطرف الآخر.
ويضيف: «لا يوجد امور يجب ان يخفيها أحد الزوجين عن الآخر وانما هناك امور معرفتها لا تقدم ولا تؤخر ولربما معرفتها تترك نتيجة سلبية ولا يمكن عمل قائمة بتلك الأمور فلكل زواج وعلاقة ظروفها الخاصة، فالصراحة تعتمد على طبيعة العلاقة فاذا كانت قائمة على الثقة من الاصل فان الصراحة تكون عاملاً مضافاً لقوة هذه العلاقة».
ويوجه الدكتور الخطيب عدة نصائح للزوجين من اجل بناء جسور الثقة بينهما:
1 عدم التكتم على الامور المشتركة المتعلقة بالطرفين معا او بالعلاقة او الابناء مثلاً.
2 عدم الإلحاح على معرفة شيء لا يرغب الطرف الآخر في كشفه وان لا يسعى للضغط والاحراج.
3 ان يقبل كل طرف التفسيرات المقدمة من الطرف الاخر ولا يفرط بالبحث عن التفاصيل والدقائق.
4 ان يترك للطرف الاخر حيزاً ومتنفساً شخصياً مثل مشاوير منفردة مع اصدقاء ووقتاً خاصاً مستقطعاً... الخ
5 عدم محاولة معرفة الاشياء من خلف الطرف الاخر والبحث في متعلقاته وحاجياته الخاصة.
6 ان يكون كل طرف فيهما واضحاً في تعبيراته ولايستعمل تعبيرات تحتمل اكثر من تفسير او ينتظر ان يكون الطرف الاخر قد فهم بالتلميح.
7 ان يتاكد من ان الطرف الاخر قد فهمه جيدا ولا مانع من السؤال صراحة مثل «انا فهمت هكذا، هل هذا ماقصدت ام لا؟».
الجمعة يناير 30, 2015 6:47 pm
