مُمحص الفضة
لأنه مثل نار المُمحص، ومثل أشنان القصَّار. فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة.
فينقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة
ليكونوا مُقربين للرب، تقدمة بالبر ( ملا 3: 2 ، 3)
اجتمعت بعض السيدات لمطالعة الكتاب المقدس وكن يقرأن الأصحاح الثالث من سفر ملاخي.
وقد أبدَت إحداهن ملاحظتها على «نار الممحص» و«أشنان القصَّار»
وعن الآية الثالثة من الأصحاح «فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة».
وقالت إحداهن إنها سوف تزور أحد الصياغ لتجمع أقصى ما يمكن من المعلومات
عن ”تمحيص الفضة وتنقيتها“
وتوافي أخواتها بما يقوله ذلك الصائغ في الموضوع.
وفعلاً ذهبت إليه وطلبت إليه أن يشرح لها عملية تنقية الفضة، فشرحها لها بالتفصيل
فسألته قائلة:
”ولكن هل تكون جالسًا أثناء عملية التنقية؟“
فأجابها الصائغ: ”نعم يا سيدتي، يجب أن أجلس وأثبِّت عيني على البوتقة
لأنه إذا زاد الوقت اللازم للتنقية عن حَدِّه لحظة واحدة فلا بد أن تتلف الفضة“.
عندئذٍ أدركت تلك السيدة جمال وتعزية الكلمات القائلة
«فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة».
هكذا يرى الله أنه من اللازم أن يضع أولاده في البوتقة ولكنه يجلس إلى جانبها
وعيناه مُثبتتان على عملية التنقية، وبالحكمة والمحبة يراقب العملية
فتجاربهم لم ترتبها الصدفة مُطلقًا.
ولما همّت السيدة بالقيام قال لها الصائغ:
إن لي شيئًا آخر أقوله لكِ
وهو أني أعرف أن عملية التنقية تمت عندما أرى صورتي منعكسة على الفضة.
ما أجمله تعبيرًا! عندما يرى المسيح صورته في شعبه
حينئذٍ لا يحتاجون إلى تنقية!!
قد تكون البوتقة موضوعة على نار متقدة بشدة ولكن عيني المُمحص تراقبان
وليس غرضه أن يهلك ويحرق بل أن يُصفي ويُنقي.
يستطيع المؤمن في وسط تجاربه أن يقول:
إن أحكام الرب عادلة وبالحق.
ولكن دعني أسألك أيها المؤمن المُجرَّب: ”هل هذه التجربة ليست لازمة؟“
أليست هي ما يقول عنها أوغسطينوس إنها ”رحمة تأديب الله القاسية“.
هل هي قاسية حقًا؟ آه ولكن أقل من هذا لا ينفع.
هل قادك الله إلى أتون؟
نعم ولكنه ليُريك ”واحدًا شبيهًا بابن الآلهة“.
وإني أسألك سؤالاً آخر:
”متى كان الله قريبًا إليك وأنت قريب إلى إلهك أكثر من وقت التجربة؟“
كانت أجزاء البخور تُسحق في الهيكل قديمًا، وذهب المنارة كان ذهبًا مطروقًا.
فاهدأي يا نفسي.
اصبري لأن الصبر هو الطريقة الوحيدة لتمجيد الله
واخضعي لمشيئة الآب السماوي.
منقول