"المسيح" الذبيحة الحقيقية!
**********
الذبيحة في العهد الجديد:
أوضح القديس بولس الرسول الفرق الشاسع بين كهنوت السيد المسيح (العهد الجديد)
والكهنوت اللاوي أي (العهد القديم).
أن ذبائح العهد القديم الحيوانية لا تستطيع أن تخلص الإنسان من الهلاك الأبدي.
أما ذبيحة السيد المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب
فهي القادرة أن تكفر عن خطايا البشر.
عندما نتحدث عن العهد الجديد نجد أن الذي حدث بواسطة موسى النبي
كان مجرد رمز للعهد الجديد، فبدلا من دم الحيوانات التي كانت تقدم في العهد القديم مثلما قيل:
"فأصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران"
(خر 24 : 5)،
أصبح العهد الجديد هو بدم المسيح. وكلنا كمسيحيين نؤمن أن
دم المسيح هو العهد الجديد الذي بين الله وشعبه المفديين المخلصين
الذين آمنوا بصلب السيد المسيح وقيامته.
لا بد أن نفهم أن دم العهد يتضمن التزامنا بتنفيذ وصايا الله لأن السيد المسيح قال:
"إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي...الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني"
(يو 14 : 15، 21).
لذلك فإن دم العهد هو التزام بتنفيذ وصايا السيد المسيح.
لقد سلم السيد المسيح بنفسه دم العهد الجديد لتلاميذه في ليلة آلامه.
نفس الدم الذي سفك على الصليب، هو نفسه الذي سلمه السيد المسيح لتلاميذه يوم خميس العهد،
لذلك يسمى "خميس العهد" لأن هذا هو العهد الذي بين الله وشعبه.
تعددت ذبائح العهد القديم وتنوعت لأن ذبيحة واحدة لم تكفي للتعبير
عن الجوانب المختلفة لذبيحة المسيح.
فصار لذبيحة الصليب التي حوت فيها كل ذبائح العهد القديم
أن تبطل كل هذه الذبائح التي كانت رموزا للذبيحة العظمى الوحيدة
التي قدمها المسيح بنفسه على الصليب.
كل ذبائح العهد القديم كانت تقدر فقط أن تطهر الجسد وتريح الضمير إلى حين،
ولكنها لا تقدر أن تغفر الخطايا أو تنزعها من الإنسان.
فذبيحة المسيح على الصليب هي الذبحة النهائية الكاملة للتكفير عن خطية الإنسان،
ومنحه الخلاص والشفاء والمصالحة مع الله، والتطهير والتقديس ونوال البنوة الكاملة لله.
ولا يمكن أن تقوم أي ذبيحة أخرى بعد ذبيحة المسيح على الصليب.
وأوضح أيضا الرسول بولس أن رؤساء كهنة العهد القديم كانوا يقدمون ذبائح أولا
عن أنفسهم ثم عن خطايا الشعب، أما السيد المسيح فلم يقدم ذبيحة أولا عن نفسه
ثم ذبائح عن خطايا الشعب، بل قدم نفسه مرة واحدة ليغفر خطايا شعبه.
لأنه هو نفسه لم يكن محتاجا إلى ذبيحة عن نفسه.
ولذلك كتب القديس بولس الرسول يقول في رسالته إلى العبرانيين عن السيد المسيح:
"الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولا عن خطايا نفسه
ثم عن خطايا الشعب، لأنه فعل هذا مرة واحدة، إذ قدم نفسه"
(عب 7 : 27).
واستطرد قائلا : "فإن الناموس يقيم أناسا بهم ضعف رؤساء كهنة
وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا إلى الأبد"
(عب 7 : 28).
إذن لم يكن السيد المسيح محتاجا أن يقدم ذبيحة عن نفسه لأنه
هو "قدوس القدوسين" (دا 9 : 24) الذي بلا خطية وحده.
فهو بالطبع لم يرث خطية آدم، ولم يكن لديه أي ميل للخطية،
ولم تكن إمكانية الخطية مفتوحة بالنسبة له على الإطلاق.
بل بارك طبيعتنا فيه حينما أخذ ناسوتا بشريا من العذراء القديسة مريم بفعل الروح القدس
وجعله واحدا مع لاهوته منذ اللحظة الأولى للتجسد الإلهي.
وقال لها الملاك:
"الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك،
فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو 1 : 35).
لقد شابهنا السيد المسيح في كل شيء ما عدا الخطية وحدها.
وكانت طاعته الكاملة للآب في الجانب الإيجابي أي في أنه حمل خطايا غيره
ودفع ثمن عقوبتها وهو بريء
"لأنه فيما هو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين" (عب 2: 18).
لهذا قال معلمنا بولس الرسول:
"فإن الناموس يقيم أناسا بهم ضعف رؤساء كهنة
وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا إلى الأبد"
(عب 7 : 28).
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †