بريطانيا تعلم الاحترام في المدارس !
الاحترام وأصول السلوك المهذب سوف تدرس في المدارس البريطانية
مقالات مترجمة
حصص مخصصة لقمع الوقاحة والسلوك الغير اجتماعي سيتلقى الطلاب دروساً في "الذكاء العاطفي".
سيتم تعليم طلاب المرحلة الثانوية منهاجاً تدريسياً يسمى "الذكاء العاطفي" وذلك في محاولة لكبح تمادي الطلبة ووقاحتهم وافتقارهم لاحترام الآخرين.
بعد الحوارات التي تمت ودارت بشأن غياب الأدب والأخلاق بين شرائح الشباب والشابات بشكل كبير، قرر الوزراء إقحام حصص دراسية تتناول "الذكاء العاطفي والاجتماعي" وذلك لمساعدة الأبناء في التكيف مع حالات الغضب والإحباط دون اللجوء إلى العنف أو السباب.
البرنامج سيضاف إلى المنهاج الدراسي المقرر وذلك لتعليم الطلاب كيفية معالجة المحن التي يمرون بها وأصول المعاملة المنصفة.
إن هذه الخطوات الجيدة نحو غرس السلوكيات المهذبة في نفوس الشبان هي محاولة أخرى لمعالجة المشكلة التي يندب السياسيون والمعلقون عليها طوال الوقت وهي تحول المجتمع البريطاني إلى مجتمع فاسد، وتحول الشوارع والمدارس والمراكز إلى أماكن غير أمنة ومشمئزة. وأكثر ما يقلق في الأمر هو أنه لم يعد لدى الأبناء كبير يهابونه أو مثل يقتدون به ووصلت الدولة إلى مرحلة تأخذ على عاتقها المهمات الموكلة أصلاً للآباء.
وابتداءً من شهر أيلول القادم سوف يبدأ طلاب المرحلة الثانوية في بريطانيا بتعلم القيم الأساسية و"القواعد الذهبية" مثل "نحن لطفاء، دمثون، نحن نعمل بجد، نحن نهتم بالأملاك، نحن نصغي إلى الناس، نحن مخلصون، نحن لا نؤذ أحداً".
وسيقوم وزير التربية، جيم نايت، بالإعلان عن خطة تقديم حصص مناهج التعليم العاطفي والاجتماعي (سيل) في المدارس الثانوية وذلك بعد أن حصد المرشدون نتائج دراماتيكية في تحسن سلوك طلاب المرحلة الاعدادية الملحوظ في نسبة الحضور والدرجات.
ولكن هذه السياسة أثارت بعض الانتقادات أيضاً وهي أن هذه المناهج ما هي إلا مؤشر على أن الدولة تتحول إلى مربية للطلاب. ويرى النقاد أنه يتوجب ترك مسألة تلقين القيم الأخلاقية للآباء..
يقول نيك جيب، معاون وزير التربية أنه يخشى أن يؤثر البرنامج على حصص التعليم الأكاديمية وهو يقول "إن هذا النوع من المواد مروع، فالمدارس يجب أن تركز على المواد الرئيسية في التعليم الأكاديمي وأن تعلم الطلاب كطيف يدرسون ويكتسبون العلم".
ولكن المدرسين اللذين شاركوا في تطبيق تلك المناهج في المدارس الإعدادية لمسوا المزيد من الهدوء في الحصص الدراسية، انخفاض ملحوظ في إهمال الواجبات والغياب بالإضافة إلى تناقص حوادث الشغب والشقاوة في المدرسة ككل. كما ان الطلاب الأشقياء اللذين كانوا يعاقبون دوماً بالفصل بسبب قذف الشتائم والسباب وإساءة معاملة الآخرين، تحسن سلوكهم بشكل جيد واخذوا يتفاعلون بسهولة مع زملائهم.
وفي مدرسة بليموث، وهي مدرسة ابتدائية تم تطبيق البرنامج فيها، لم يعثر المرشدون على أية أفعال سلوكية خطيرة بعد عام من تطبيق البرنامج.
بقلم ماري وولف - الاندبندنت
الخميس فبراير 05, 2015 5:55 pm
