رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: السلام .. الأربعاء فبراير 11, 2015 12:06 pm | |
| السلام
إعداد راهبات دير مار يعقوب الفارسي – دده، الكورة
"سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (يو 27:14) هذا كان سلام المسيح القائم لتلاميذه المضطربين والخائفين. الحوادث التي تبعت تسليم الربّ وآلامه تشير إلى حزن التلاميذ، هذا الحزن الذي زجّهم في بحر الاضطراب. لذلك بادرهم الربّ القائم بالسلام قائلاً "سلامي أعطيكم". كلّ قلب بشريّ، يعيش في عالم ملؤه الاضطراب، يحنّ إلى قليل من السلام. كثيراً ما يشعر المتعَبون من ثقل الأعمال، ووفرة المشاكل، وصعوبات الحياة وقساوتها بأنّهم يغرقون في مياه القلق والاضطراب. ألا نسمع في غالب الأحيان هذه العبارات: "لقد تعبت بما فيه الكفاية. دعوني في سلام. لا أريد أن أسمع أحداً يتكلّم، ولا مقدرة لي على الالتقاء بأحد. لا أريد شيئاً. لقد تعبت، تعبت، دعوني أرتاح. أشتاق إلى قليل من السلام، قليل من الهدوء، قليل من السكينة، أحنّ إلى السلام الداخليّ". سئلت مرّة زوجة رجل ثريّ جدّاً: "ماذا وجدت قربه؟" فأجابت: "لقد وجدت كلّ شيء قربه ما عدا الهدوء. أعطوني بضع غرامات من السلام، وسوف أهبكم كلّ خيرات زوجي وكنوزه". ولكنّ السلام الداخليّ لا يُشترى ولا يباع بالمال، ولا حتّى بكلّ كنوز العالم. السلام الداخليّ يتحقّق فقط بالمعرفة الشخصيّة مع ملك السلام وبالعلاقة الحميمة معه، مع الربّ القائم الغالب القلق والاضطراب. من ينجح في تحقيق هذه المعرفة، وتوطيد هذه العلاقة، لا بدّ أن يصل إلى السلام الشخصيّ، لأنّ السلام ما هو إلاّ ثمرة علاقتنا الوثيقة مع سيّد السلام. يشتاق الإنسان إلى تحقيق السلام الداخليّ لشخصه، ولكن بالأكثر لعائلته. لأنّ البيت ما هو إلاّ ميناء السكينة والهدوء، أو بالأحرى هكذا ينبغي أن يكون. ولكنّ العائلة، في أغلب الأحيان، تتحوّل من ميناء سلاميّ إلى محيط مضطرب هائج، إلى بحر يرغي ويزبد، فيشرف، عندئذ، مركب العائلة على الغرق. وهذا، للأسف، حقيقة مؤلمة جدّاً، فالاضطراب والقلق هما اللذان يسرحان ويمرحان بين أفراد عائلة هذا العصر. أعضاء عائلة اليوم مرهَقون يرزحون تحت وقر الضغط والتوتّر، والنتيجة... إلى غرفة العناية المشدّدة، أو أدوية مهدّئة للأعصاب، وأخرى لتنظيم دقّات القلب... الائتلاف النفسيّ غائب في العائلة. كلٌّ له اعتقاده الخاصّ، فهمه الخاصّ، رأيه الخاصّ، طريقته الخاصّة في الحياة. الكلّ يشتكي، والكلّ معه الحقّ. الأولاد يستبدّون بالأهل، والأهل يضغطون على الأولاد. النساء يتألّمن من أزوجهنّ، والأزواج يتحمّلون صعوبات نسائهم. وبرج بابل دائم الوجود في العائلة، يتمتّع بمداميك وطيدة صعبة التزحزح. كلّ العائلة تقف على شفير الحرب الداخليّة، فكلّ واحد مستعدّ أن يضع إصبعه على الزناد، متأهّباً للدفاع عن حقوقه. الحرب والتشوّش والاضطراب، وبالتالي التمزّق، هم الرفاق الدائمون لعائلة اليوم. كلّ إنسان، إلى أيّ شعب أو عرق ينتمى، يشتاق إلى السلام ويطلبه، وهذه الحالة هي الحالة الأكثر ألماً. فالكلّ يتكلّمون عن السلام وهم متأهّبون للحرب. الكلّ يمسكون باليد الواحدة غصن الزيتون، وباليد الأخرى السلاح الأمضى فتكاً وقتلاً. الكلّ يتّخذون الحمام شعاراً لهم، وفي قلوبهم يغذّون صقراً خاطفاً. الكلّ يشتاق إلى السلام، بينما يتكالبون على حشو مخازن أسلحتهم بمختلف أنواع الأسلحة العصريّة المدمّرة. لقد استغلّ المتشدّقون بالكلام عن السلام العطش والحنين إلى السلام الكائنين في أفئدة البشر، في حين لم يخدم هذا الكلام إلاّ مصالحهم الحربيّة. لقد ضلّوا الطريق!! لأنّ الكلام وحده لا يجلب السلام. ارجعوا أيّها المتشدّقون إلى الوراء، لقد تُهتم وأعوزكم الدليل الصحيح للسلام. السلام الحقيقيّ لا يوجد إلا قرب سيّد السلام، المسيح. نعم، المسيح القائم هو سيّد السلام. فيا كلّ من يشتاق إلى السلام الحقيقيّ هلمّ إلى المسيح، ويا كلّ من يبغي العيش في سلام داخليّ أو ضمن عائلته، أو ضمن العالم أجمع، اطلب التقرّب من المسيح لأنّه هو وحده ينبوع السلام والفرح والسكون.
| |
|
kamel خادم الرب
عدد المساهمات : 269 نقاط : 355 تاريخ التسجيل : 30/10/2014
| موضوع: رد: السلام .. الأربعاء فبراير 11, 2015 3:37 pm | |
| يا إلهــــــــــــــــــــــــــــــى أملأ حياتنا فرحا وسلاما ** مشارك مباركة الرب يباااااااااااااااااااارك حياتكم | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: السلام .. الأربعاء فبراير 11, 2015 9:02 pm | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: السلام .. الخميس فبراير 12, 2015 8:40 am | |
| | |
|