من عجائب سيدة لورد
عام 1843 كان عروسان ينتميان الى اسرة فرنسية نبيلة ينتظران ولادة طفلهما الاول في قلق ، بعد ان حذرهما الاطباء من احتمال ان تكون الولادة عسيرة ، وان يكون ضحيتها الطفل والام معا .
استغاث الأب الملهوف بالأم السماوية ، وتمت الولادة بسلام ووضعت الزوجة طفلة . اصر والدها على تسميتها ماري متخطيا اعتراضات الاهل والمعارف
من ثم حرص على ان ترتدي الطفلة طيلة ثلاث سنوات ثيابا بيضاء وسماوية اللون ، تكريما للسيدة العذراء .
في عام 1858 كانت ماري في ربيعها السادس عشر تتابع دروسها في معهد القلب الاقدس عندما ابتليت بعلة في عينيها افقدتها النظر تماما . وقد اكّد لوالديها طبيب عيون مشهور ان الاصابة بليغة ولا امل بالشفاء .
عكفا الاهل على تزويد ماري بالعلاجات وزيارة الاطباء مدة عام من غير جدوى .
فقررت الاسرة الشروع بتساعية صلوات اشترك به جيران واصدقاء ماري وكاهن الرعية الذي اعطى الأب قارورة من ماء نبع لورد ليمسح به عيني ماري .
وقد نذر اهل ماري ، اذا هي نالت الشفاء ان يلبسوها طيلة عام كامل ، زي العذراء وان يحجوا كلهم الى لورد .
في اليوم الاخير من التساعية خرج الجميع وبقي الأب وحده بالغرفة راكعا امام صورة السيدة العذراء ، فهتف اليها متوسلا :"ايتها العذراء كلية القداسة ، ينبغي ان تشفي ابنتي . اجل ينبغي حقا ان تشفيها . شفاؤها واجب عليك ، ولا يسعك التملّص منه .
اذكري يا مريم انني رغم الجميع اخترتك شفيعة لها . وكم صارعت لاطلق عليها اسمك المقدس . فهل يسعك ان تنسي كل ذلك ؟
هل يسعك ان تنسي انني وضعت ابنتي هذه ، علنا ،تحت حمايتك مرددا ان هذا الاسم ، اسمك ، سيجلب لها السعادة ؟... كانت ابنتي ، وجعلتها ابنتك ، هل يمكنك ان تنسي هذا ؟ الا يُلزمك ذلك ؟ الا يُلزم ذلك شرفك ؟ هل ترضين ان تدعيها عمياء، بعد كل ايماني بك ؟... لا ، لا ، هذا مستحيل ، بل ستشفينها "!
كعادتها في التساعية بللت ماري قطعة قماش بماء لورد وعصبت بها عينيها وخلدت للنوم . وعند استيقاظها في الصباح انتزعتها واذ بها تطلق صيحة :"بابا ، ماما ، اني ارى . لقد شفيت !"
ركع جميع من في البيت وقلوبهم ضاجّة بالتأثر وعرفان الجميل وتصاعدت صيحة :
"ايتها العذراء القدوسة ، يا سيدة لورد ... شكرا".
اوفى الاهل نذرهم وحجوا الى لورد وظلت ماري ترتدي زي العذراء حتى يوم زفافها . يومها وافت الى لورد ثانية حيث استبدلت زي نذرها بثوب الزفاف .
حرصت ماري على اهداء زي العذراء ، الى فتاة احبتها العذراء ولم تجد لذلك خيرا من برناديت سوبيرو (الرائية التي ظهرت لها العذراء في لورد).
كانت تلك الهدية الوحيدة التي قبلتها برناديت في حياتها ، والتي كانت تذكرها بالام السماوية . وظلت ترتدي ذلك الزي حتى بلي واهترأ اهتراءً كاملا .