"من اراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبة كل يوم ويتبعني"
احبائي تحية طيبة وعطرة بالمخلص يسوع المسيح
اننا على عتبة الصوم الكبير المقدس ومسيرة الصوم هذه لا تقوم على عيش أيمان سطحي
ظاهري من خلال ممارسات تقوية عاطفية ,بل تتطلب منا جميعاً جهاداً روحياً واستشهاداً شخصياً
يومياً لنموت مع المسيح كي نحيا معه في ابديته ,على مثال حبة الحنطة التي لا تثمر الا اذا عبرت بالموت:
"ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت ,فانها تبقى وحدها وان ماتت أتت بثمر كثير"
اخوتي واخواتي الاحباء افراد اسرتي الثانية كم من حجارة كبيرة وضعناها بحريتنا ومسؤوليتنا وارادتنا
على أبواب قلوبنا حتى اضحت قلوبنا قبوراً مظلمة تفوح منها رائحة الموت والخطيئة , الكبرياء
الأنانية ,الحقد ,البغض ,النميمة , التسلط , حتى بتنا عاجزين كل العجز عن تحريك هذه الحجارة الكبيرة لوحدنا
اصبحنا بحاجة ماسة الى تدخل قوة الهية تساعدنا على التخلص من هذا التشوه والضعف
احبائي الغالين بما اننا نحمل سمات المسيح في اجسادنا اذا في الصوم علينا ان نخلي
ذواتنا اي ان ننكر كل ما يبعدنا عن المسيح من مغريات هذا العالم ومجده الكاذب
لان من يخدم في حقل الرب عليه ان يخلي ذاته من اجل الاخرين وينكر نفسه ونحمل صليبنا
كل يوم ونتبع المسيح لنكون مستحقين ابديته .
فما علينا الا ان نستعد بالاعتراف والتوبة لندخل الصوم الكبير المقدس ونفوسنا نقية
حاملين صليبنا بفرح لان من بامكانه أن يخلصنا من ظلمة خطايانا غير رب المجد الملك
القدير يسوع المسيح الذي انتصر على الخطيئة بجسده وعلى الموت بموته ومنح كل أنسان الإنسانية الجديدة.
فأن الصوم من أجل المسيح هو عبور روحي للإنسان الصائم بإيمان حي من الظلمة الدينوية إلى
النور الأزلي ومن العدم الى الوجود الحقيقي في الله ومن الموت إلى الحياة الأبدية ,
أحبائي ارجو أن يكون هذا الصوم تحقيقاً لما يجب أن يكون عليه منتدانا بقوة ايماننا وامكانيتنا
لازدهاره بتكاتفنا وتعاوننا ووحدتنا ومحبتنا .
كل سنة وانتم طيبين يا غالين
صوم مقبول ومبارك
"اغفروا لي وسامحوني ان كنت اساءت الى احدكم بقصد
او بغير قصد وصلوا لأجلي من اجل المسيح "
(بقلمي بنت العذراء)