رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: الله مع أحبائه.. الإثنين فبراير 16, 2015 10:45 am | |
| الله مع أحبائه.. ++++++++++ كان التلاميذ فرحين إذ رأوا الرب (يو20: 20). وكان الرب فرحاً بوجوده وسط أحبائه . هذا الذى "أحب خاصته الذين فى العلم ، أحبهم حتى المنتهى " (يو13:1).. إنه يريد أن يكون معنا ،وأن نكون نحن أيضاً معه ، الآن وإلى إنقضاء الدهر .. أليس إسمه عمانوئيل ، الذى تفسيره معنا (مت1: 23). لذلك قال لتلاميذه فى يوم الخمسين الكبير : " أنما ماض لأعد لكم مكاناً . وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً ، آتى أيضاً وآخذكم إلى ، حتى حيث أكون أنا ، تكونون أنتم أيضاً "(يو14: 3). ونفس هذا المعنى ، قاله فى مناجاته للآب : "أيها الآب ، أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى ، يكونون معى حيث أكون أنا "(يو17: 24). إنه لا يريد فقط أن نكون معه فى الأبدية ، إنما يعدنا بذلك على الأرض أيضاً ، فيقول " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر " (متى28:20). وأيضاً " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بإسمى ، فهناك أكون فى وسطهم " (متى18: 20). وبالنسبة إلى كل فرد يحبه ، يقول " إن أحبنى أحد يحفظ كلامى ، ويحبه أبى وإليه نأتي ، وعنده نصنع منزلاً " (يو14: 23). وليس فقط عن الأحباء ههنا ، بل أيضاً عن الذين انتقلوا إلى الفردوس ، قال للص اليمين " اليوم تكون معى فى الفردوس "(لو23: 42). ومع الخدام والرعاة ، يقول عنه سفر الرؤيا"الممسك السبعة الكواكب فى يمينه ، الماشى فى وسط السبع المنائر الذهبية "(رؤ2: 1) أى أنه فى وسط الكنائس ، وفى يديه رعاتها ... هذا الذى يوجد معنا ، على الأرض ، وفى الفردوس ، وفى الأبدية ، وفى وسط الكنائس ، ومع الرعاة ، ومع المصلين فى كل مكان على الأرض ، ومع كل إنسان يحبه .. ترى على أى شئ يدل هذا ؟ أيدل هذا على محبته ، أم على لاهوته إذ هو فى كل مكان ؟ أم على الأقل.. وجوده معنا .. أيضاً فى مجيئة الثانى ، نلمح نفس هذه الحقيقة : سيأتى على السحاب ، ومعه ربوات قديسيه (يه14). وحينما يجلس للدينونه ، يكون أحباؤه معه ".. على اثنى عشر كرسياً ، يدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر "(متى19:28). وفى هذا المجئ الثانى ، يقول القديس بولس الرسول : "ثم نحن الأحياء الباقين، سنخطف معهم جميعاً فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء . وهكذا نكون كل حين مع الرب . لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام "(1اباناالذى فى السموات 14 : 17،18). نعم ، ما أحلى هذه الأنشودة : وتكون كل حين مع الرب . لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام .. حقاً ، إن الوجود كل حين مع الرب ، هو "ما لم تره عين ، وما لم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ." . ما أجمل أن الرب فى التجلى ، لم يكن وحده .. ظهر معه فى التجلى موسى وإيليا، رمزاً للمتزوجين والبتوليين ، ورمزاً للذين لم يموتوا بعد ، ورمزاً لأهل الوداعة يمثلهم موسى (عد12: 3)، وأهل الحزم يمثلهم إيليا (1مل18 :40). الكل مع الرب على جبل التجلى .. ولكى تكمل الصورة ،فى حادثة التجلى . قال الكتاب إن الرب أخذ معه إلى الجبل بطرس ويعقوب ويوحنا (متى17: 1). .. فكانوا معه .. رأوا هذا المجد ، وسمعوا الصوت من السحابة .. ومجد التجلى ، يذكرنا أيضاً بأورشليم السمائية ، حيث نرى الله يسكن مع شغبه . وفى ذلك القديس يوحنا الرائى : وسمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً : " هوذا مسكن الله مع الناس . وهو سيسكن معهم ". " وهم يكونون له شهباً . والله نفسه يكون معهم ، إلهاً لهم " (رؤ21: 3). إنها نفس الصورة القديمة لخيمة اجتماع " الله وسط شعبه ". ولكنها هنا فى مجد وحب وبر ، حيث لا خطية من الناس تحتاج إلى ذبيحة ، بل الكل طاهر .. كل هذا نتذكره فى الأربعين يوماً ، ونحن نضع أمامنا صورة الرب وسط تلاميذه القديسين ، أحبائه وأولاده .. إننا فى هذه الأيام نحتفل بوجود الله معنا ، أو على الأقل نطلب إليه ذلك ، كما فعل تلميذا عمواس ، إذ" ألزماه قائلين : أمكث معنا ، لأنه نحو المساء ، وقد مال النهار (لو24: 29). يقول الإنجيل ، مكملاً هذا المعنى الجميل ، إنه "دخل ليمكث معهما . ولما اتكاء معهما ، أخذ خبزاً وبارك وكسر، وناولهما . فانفتحت أعينهما وعرفاه ".. ما أحوج كلاً منا أن يقول له : امكث معى يا سيدى . وكما باركت فى ذلك الزمان ، الآن أيضاً بارك .. من ذلك الزمان .. إن قصة " الله معنا " هى قصة قديمة ، ودائمة... ما أكثر ما ترددت فى الكتاب ، وسمعها واختبرها آباؤنا القديسون .. بدأت منذ كان الله مع آدم فى الفردوس .. وهناك كان يكلمه ، ويباركه ، ويمنحنا أيضاً سلطاناً (تك1). وبالخطية زال الإحساس بالوجود فى الحضرة الإلهية ، وشعر الخاطئ بأنفضاله عن الله . وظهر هذا الإنفضال فى عمقه ، حينما صرخ قايين قائلاً للرب " ذنبى أعظم من أن يحتمل . إنك قد طردتنى اليوم عن وجه الأرض ، ومن وجهك أختفى " (تك14: 13، 14). نعم ، إن الخطية تسبب إنفصالاً عن الله .. فيما يصرخ الخاطئ ويقول " لا تطرحنى من قدام وجهك ، وروحك القدوس لا تنزعه منى " (مز50) " لا تصرف وجهك عنى " "حتى متى تحجب وجهك عنى "(مز12). حينما يبتعد الإنسان عن الله ، يحس الله مبتعداً عنه .. وأحياناً يحس ذلك وقت الخوف . والخوف ليس من الإيمان . وهكذا يقول المرتل فى خوفه من مؤتمرات الأشرار " لماذا يارب تقف بعيداً . لماذا تختفى فى أزمنة الضيق ؟ " (مز10: 1). لذلك يحرص الله أن يعزى أولاده ، ويشعرهم بوجوده معهم فى كل ضيقاتهم . وهكذا قال لعبده يشوع موت موسى : " كما كنت مع موسى ، أكون معك . لا أهملك ولا أتركك " تشدد وتشجع . لا ترهب ولا ترتعب . لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب .. لا يقف إنسان فى وجهك كل أيام حياتك " (يش1: 5،9). نفس التشجيع ، كان أيضاً من الله لأرميا الصغير : " لا تخف من وجوههم ، لأنى أنا معك لأنقذك ، يقول الرب " " يحاربونك ولا يقدرون عليك ، لأنى أنا معك يقول الرب ، لأنقذك " "هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة ، وعمود حديد ، وأسوار نحاس على كل الأرض" (أر1:8،19،18). نفس التشجيع الذى كان ليشوع وأرمياء ، كان أيضاً لبولس : قال الرب لبولس لما قاومه اليهود جداً فى كورنثوس : "لا تخف ، بل تكلم ولا تسكت . لأنى أنا معك ، ولا يقع بك أحد ليؤذيك " (أع18: 9،10). إن الشعور بوجود الله مع الإنسان ، يعطيه قوة وثقة . لهذا فإن مراحم الله وتعزياته تشعر إنسان بوجود الله معه ، لكى يتعزى ويتقوى ، وتكون له جسارة قلب ، من النعمة ، لمواجهة كل ضيق ، فلا يخاف من أعدائه مهما اعتزوا جداً .. وفى قصة الثلاثة فتية ، لم يكن الأمر مجرد وعود إلهية . إنما كان الرب معهم فعلاً ، وهم فى أتون النار ، فلم تقو على إيذائهم ، وسبحوا الله داخل الأتون .. إن قصة الثلاثة فتية مثال قوى للوجود مع الله . وقد كانت هذه القصة عزاء للأجيال ، ونحن نتغنى بها فى التسبحة كل يوم حينما نرتل الابصلمودية .. وكما أن الثلاثة فتية لم يخافوا النار لشعورهم بأن الله معهم ، كذلك لم يخف دانيال من إلقائه فى جب الآسود .. وكذلك كان المرتل مطمئناً ، حينما قال : " إن سرت فى وادى ظل الموت ، لا أخاف شراً ، لأنك أنت معى " (مز23: 4). وبنفس الروح قال " الرب نورى وخلاصى ممن أخاف ؟! .. إن يحاربنى جيش فلن يخاف قلب . وإن قام على قتال ، ففى ذلك أنا مطمئن " (مز27: 1،2). طالما السحابة فوق رأسك ، فأنت لا تخاف حتى إن دخلت فى قلب البحر الأحمر ، أوتهت سنوات فى برية سيناء .. إن الشعور بالوجود فى حضرة الله ، لا يجعل الإنسان يخاف ، مهما كانت الأخطاء محدقة . أيضاً هناك فائدة أخرى : شعورك بالوجود فى حضرة الله ، يمنحك استيحاء فلا تخطئ . هكذا كان يوسف الصديق .. كان يشعر أنه واقف قدام الله ، والله يراه . فكيف يخطئ ، ويفعل ذلك الشر العظيم قدام الله !! وهكذا شعوره بأنه يتعامل مع الله ، أعطاه استيحاء فى قلبه ، وارتفاعاً عن مستوى الخطية . حقاً ، إن الإنسان ارتكابه للخطية لا يكون فى حالة شعور بالوجود فى الحضرة الإلهية .. لا يكون الله أمام عينيه ، ولا فى فكره ، ولا فى قلبه .. بل يكون فى حالة إنفضال عنه ، لأنه لا شركة للنور مع الظلمة . على أنه كثيراً ما يحيط بنا الله وقت الخطية ، لكى ينقذنا منها ، كما يحيط بنا وقت الخطر أو الخوف لينقذنا منها .. ولكننا للأسف قد لا نشعر بيد الله التى تلمسنا لنسقط ، أو تلمسنا لنتقوى . ما أعمق قول القديس اوغسطينوس : كنت يارب معى ، لكننى من فرط شقوتى ، لم اكن معك . إن وجود الله شئ ، والإحساس بوجوده شئ آخر .. | |
|
بنت العذراء خادم الرب
عدد المساهمات : 3497 نقاط : 3763 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : فلسطين
| موضوع: رد: الله مع أحبائه.. الإثنين فبراير 16, 2015 11:52 am | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الله مع أحبائه.. الإثنين فبراير 16, 2015 1:19 pm | |
| | |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الله مع أحبائه.. الإثنين أبريل 13, 2015 12:59 am | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الله مع أحبائه.. الأربعاء أبريل 15, 2015 10:27 am | |
| | |
|