لا كلام ولا حتّى معاجم لغةٍ بأكملها تعبّر عمّا يجيشُ في الصّدر من غضبٍ لو فُجّرَ لامتلأَ الكونَ بأصواتكم أيّها الشّهداء الأبرار الّذين كنتم تردّدون وأنتم تحت رحمة هؤلاء الأنجاس الّذين لا هوية لهم ولا دين : يا يسووووع يا مخلّصنا ... ها نحن أمامكَ وبرؤوسٍ شامخة نقبل الشّهادة لأجلِ اسمك القدوس .
فيا أيّها الشّهداء الأبرار مياه البحر تلوّنت وازدانت بدمائكم العطرة فناموا قريري العين فأنتم بين أحضان من لا ينامُ ولا تغفل عينه أبداً ...
وهم إلى جهنم الحمراء وبئسَ المصير ...
يكفيكم جزاءً يا أقباط مصر أنّ لديكم رئيساً أيضاً لم يطلْ انتظاره لتشرق الشّمس ، فوعدَ ونفّذَ كما قال: " مسافة السّكة ... " ودكَّ عروشهم الواهية وشتّتَ تجمعاتهم البذيئة وانتصر الحقُّ على الباطل .
ونحن في لبنان ومنذ آب الماضي وما زالت المعزوفة عينها تدّق وتعزف على نفس الوتر والمعاناة هي ... هي ...
والسّكوت عن الكلام لهو أفضل تعبير عن الغضب والمقت والإشمئزاز ...
سأختم كتاباتي الّتي أخطها بدموعي قبل حروفي بأن أقولَ : الشّهيد وإن مات فهو حيٌّ عند يسوع المسيح فيا ربّي صبّر قلوب أهلهم وأحبّائهم .