رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: التواضع للقدّيس اسحق السريانيّ الثلاثاء فبراير 17, 2015 10:14 am | |
| التواضع للقدّيس اسحق السريانيّ
معرّب عن الفرنسية من كتاب العالم الروحي كيف نكتسب التواضع ? اعداد راهبات دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع نكتسب التواضع بالتذكّر الدائم لتعدّياتنا متوقّعين الموت في كلّ لحظة، بارتدائنا لباساً فقيراً، باختيارنا المجلس الأخير، باندفاعنا نحو الأعمال الأكثر حقارة، بالتازمنا بأوامر الطاعة، بمحافظتنا على الصلاة والصمت الدائمين، بابتعادنا عن التجمّعات، وأن نكون مجهولين من كلّ أحد، وغير صالحين لشيء، غير منحصرين بنوع واحد من الأعمال النسكيّة المتعدّدة، كارهين الأرباح الماديّة، فارّين من إدانة الآخرين أو ملامتهم، متحاشين الدالّة والمعاداة، مهتمّين بأمورنا الخاصّة فقط، غير مرتبطين بأيّة مصالح مع الآخرين. وباختصار التغرّب عن كلّ أحد مع الفقر الطوعيّ. هذه كلّها تطهّر قلب الإنسان وتولّد التواضع. هناك علامات أخرى أساسيّة ولا يستغنى عنها وهي: التحمّل الطوعيّ لكلّ أنواع التحقير والإهانات الذي يمنح المجاهد دالّة في صلاته وعلاقته بالله. من يحتمل كلّ قساوة في الكلام صادرة من الآخر دون أن يردّ له المثل يضع إكليلاً من شوك على رأس من أهانه. ومن يحتمل أتعاب الآخرين بصبر يكون مباركاً، وينال إكليلاً غير بال في ساعة لا يعرفها. إنّ المتواضع الحقيقيّ لا يضطرب أبداً عندما يصنعون معه شرّاً، ولا يبرّر ذاته بما ظُلم به، إنّما يقبل الاتّهامات وكأنّها حقيقيّة. لا يشتكي أمام الآخرين، إنّما يطلب فقط العفو والمسامحة. من لا يتذمّر على المضايقات والاتّهامات والشكاوي التي تصادفه فقد اقتنى فضيلة سامية. والذي يتقبّل خبث الآخرين بفرح، ينل من الله التعزية، ومن يصبر بتواضع على الافتراءات الموجَّهة إليه، يحصل على الكمال وتغبّطه الملائكة لأنّه ليس من فضيلة أعظم من هذه. وكما ترافق النعمة الإنسان المتواضع، هكذا ترافق المصاعب والأحزان الإنسان المتكبّر. "عينا الربّ على المتواضعين وأذناه تصغيان إلى استغاثتهم" "ووجهه يلقى المستقيمين" "الله يقاوم المستكبرين" لكي يجعلهم متواضعين. المتواضع يحصل دائماً على رحمة الربّ أمّا القاسي القلب والضعيف الإيمان فتعترضه أمور رهيبة. تنازلْ بكلّ الطرق والوسائل الممكنة أمام الجميع وسوف تتعظّم فوق ملوك هذا الدهر. كن محتقَراً في عيون نفسك، ترَ مجد الله داخلك، لأنّه حيث يُنبت التواضع هناك أيضاً يظهر مجد الله. تنازلْ دوماً أمام الجماعة التي تعيش معها، واهرب من المجد الباطل لكي تنال المجد العلويّ. يظهر التواضع الحقيقيّ في احترام القريب أكثر ممّا يستحقّ. فالإنسان المتواضع يعامل كلّ الذين يلتقي بهم باحترام وتقدير ومحبّة. فعندما تلتقي بقريبك، اجتهد أن تسبقه مقدِّماً له الاحترام الواجب. قبّل يديه ورجليه باحترام كبير، وهنّئه على صفات لا يتمتّع بها، وعندما يغادرك أخبر عنه كلّ ما هو حسن قدر الإمكان. بهذه الطريقة سوف تجذبه إلى عمل الخير وتزرع فيه بذور الفضيلة. ويقصد القدّيس اسحق هنا في إرغام ذواتنا على احترام القريب، ليس عن مراءاة بل نُظهر له محبّة حقيقيّة وصادقة. هناك مظهر آخر أيضاً للتواضع الداخليّ ونسمّيه التواضع الأقصى المعروف "بالتباله المقدّس". أي أن يختار المؤمن حياة التباله من أجل المسيح، وأن يتصرّف بإرادته كالمتبالهين، أو يقترف أعمالاً تستوجب الذمّ واللوم وتستحقّ العقاب لكي يسبّب لذاته الإهانة والإدانة. هذا النوع يمارسه النسّاك المعروفون بقداسة سيرتهم وفضيلتهم، والذين لم تسنح لهم الفرص والظروف لكي يحظوا ببركة المضايقات والإهانات، فيستترون بقناع التباله. فمنهم مثلاً من ادّعوا الفسق وهم براء منه. آخرون اتّهموا بالزنى وهم عفيفون أبرياء لا بل كانوا يبكون سوءاً لم يرتكبوه، طالبين المغفرة من الذين اتّهموهم في حين كانت نفوسهم تتكلّل بإكليل الطهارة والعفّة. آخرون كانوا يخفون فضائلهم تحت ستار العته لإبعاد المجد الباطل عنهم، بينما هم في الحقيقة مشبعون بملح الحكمة الإلهيّة، ثابتون دائماً في حياة الهدوء والصحو حتّى إنّ الملائكة نفسها تبشّر بمآثرهم، وتفرح بانتصاراتهم وبكمال سيرتهم وبهاء فضائلهم. إن لم يمقت الإنسان الإكرام أو يحتقره أو يصبر على الإهانة والهزء والشتم والقساوة ويصير موضع سخرية الجميع أو يُعتبر كمجنون حقّاً لا يقدر أن يثبت في الهدوء ولا أن يتذوّق ثماره. يطلعنا القدّيس اسحق السريانيّ على بعض ذكريات بداية حياته الرهبانيّة عندما تحدّث مع ناسك معروف بخصوص التباله المقدّس، وكيف أخبره هذا الناسك بأنّه قصد يوماً أحد الآباء الشيوخ الفاضلين لكي يعترف بأفكاره، فقال له: إنّني أفكر، يا أبي، بأن أجلس صباح نهار الأحد عند باب الكنيسة وأتناول طعامي لكي يزدري بي الداخلون والخارجون منها. فأجابه الشيخ: لقد كُتب إن الذي يشكّك الناس لن يرى النور، فأنت غير معروف في هذه المنطقة، ولذلك سوف يقولون: "انظروا ها الرهبان يأكلون في الساعات الأولى من النهار". لقد تصرّف الآباء في الماضي هكذا بسبب العجائب الكثيرة التي اجترحوها، والمجد والشهرة اللذين نالوهما من الناس، فأخذوا يدّعون التباله لكي يحصلوا على الاحتقار والتعيير، وبذلك يخفون عظمة فضيلتهم، ويطردون عنهم كلّ أسباب الكبرياء. أمّا أنت فما الذي يدفعك إلى هذا التصرّف؟ ألا تعلم بأنّ كلّ عمل نسكيّ له قواعده ووقته المناسب؟ إنّ تصرّفك هذا غير مفيد، بل ستؤذي الآخرين كونك غير معروف وتحيا حياة عاديّة كباقي الإخوة، فهذه الأمور تخصّ الكاملين فقط، ولا تفيد كلّ الناس. وهكذا حاول الشيخ بتمييزه أن يلطّف من حماس الشابّ الناسك، وأن يمنعه من تبنّي تصرّف كهذا يخالف القواعد الرهبانيّة وإن كان الهدف منه هو التقدّم في حياة التواضع. | |
|
ايرينى المدير العام
عدد المساهمات : 2613 نقاط : 3107 تاريخ التسجيل : 19/10/2014 الموقع : القاهرة
| موضوع: رد: التواضع للقدّيس اسحق السريانيّ الثلاثاء فبراير 17, 2015 11:51 am | |
| من لا يتذمّر على المضايقات والاتّهامات والشكاوي التي تصادفه فقد اقتنى فضيلة سامية. والذي يتقبّل خبث الآخرين بفرح، ينل من الله التعزية ومن يصبر بتواضع على الافتراءات الموجَّهة إليه، يحصل على الكمال وتغبّطه الملائكة لأنّه ليس من فضيلة أعظم من هذه
موضوع جميل وارشادات رااائعة
يارب اعطنا ان نقتني هذه الصفة الجميلة
شكرا رغدة ..
دائما موضوعاتك رائعة ومفيدة
| |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: التواضع للقدّيس اسحق السريانيّ الثلاثاء فبراير 17, 2015 12:58 pm | |
| | |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: التواضع للقدّيس اسحق السريانيّ الإثنين أبريل 13, 2015 1:44 am | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: التواضع للقدّيس اسحق السريانيّ الأربعاء أبريل 15, 2015 10:24 am | |
| | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: التواضع للقدّيس اسحق السريانيّ الثلاثاء أبريل 28, 2015 8:57 pm | |
| | |
|