يـــســــــــــــــوع الــقــربـــــان
حينَ جلستُ امامَ بيتَ القربانِ شعرتُ كم أنا صغير
بل لا شيء امامكَ إلهي هذا ليسَ مجردَ كلام بل شعور
مررتُ بهِ بنعمةِ منكَ كي أقفُ لحظةُ مع نفسي
وأرى أين أنا واقف كي لا يصيبني الغرورِ وأقول أنا
أعيشُ أيماني ومحبتي بالتمامِ ، حينَ جلستُ أمامَ ذلكَ
البيتِ الصغيرِ الذي يسكنُ فيهِ جسدَ إلهي الذي لا
أعرفُ كيفَ يختفي في تلكَ القطعةُ الصغيرةُ من الخبزِ
ولكني اؤمنُ أن ذلكَ يحدثُ حتى لو لم أفهمُ ذلكَ السرُ ،
أتذكرُ كيفَ تخليتَ عن ذاتكَ ونزلتَ من السماءِ لتعيشَ
من اجلي على الأرضِ كأفقرَ الفقراءِ ، كلما تناولتُ تلكَ
القربانةُ وذابت في فمي لتبدأ عملها في داخلي لتزيلَ
كلَ الترسبات ِبل التكلساتِ اللاصقةُ في نفسي والتي
مازالت تعيقُ فيَّ عملَ إلهي تذكرتُ كيفَ أكملتَ ذلكَ
التخلي بالصليبِ .
يا يسوع القربان أجعل نصيبي من سنيني الباقيةِ على
الأرضِ جالس أمامَ بيت القربانِ فلا تكونَ وحدكَ
مسجونُ في هذا البيتِ الصغيرِ ولا أكونُ مسجون
في هذا العالم الكبيرِ ، فنعيشَ معاً فنحبُ بعضنا كل
الوقتِ ، هيا يايسوع إلهي لنتبادلَ الأدوارِ فأعطيكَ
ثرثرتي وأخذُ منكَ الصمتِ ، فحينَ تكونُ أنتَ الكثيرُ
الكلامِ وأنا الصامت الصاغي أدخلُ في سركَ أكثرُ
فأعرفُ ما لا أعرفهُ فأعطيكَ الحبَ الذي تستحقهُ .
إلهي لا أرغبُ أن أُنهي مقالتي فحضوركَ قوي اليومِ
ولكن حتى اذا أنهيتها سنبقى أنت وأنا مستمرين .