موضوع أن ربنا ها يقبلني علي أساس طائفتي ده موضوع لازم اعيد التفكير فيه مرة واتنين وعشرة ومليون.
مش تراجع موقفك من طائفتك وفكرها وعقيدتها فقط لكن تراجع موقفك من الله نفسه.
لو ربنا ها يقبلك علشان انت ارثوذكسي ومش ها يقبل غيرك علشان كاثوليكي أو برتستانتي (والعكس صحيح) فأنت هنا بتعترف أن ألهك اله عنصري ومتطرف ومتعصب.
وبالتالي الفكرة عن ألهك ده بتمتد لتشمل فكر أسرتك وكنيستك وطائفتك واستاذك وواعظك والخادم بتاعك كمان اللي اكيد وصلولك الفكرة ديه عن ربنا في مراحل عمرك المختلفة.
وبالتالي سوف تخرج ليس لأن تدافع أو تخدم الإله الحق بل سوف تدافع وتخدم أله فكر أسرتك وكنيستك وطائفتك وخادمك الذي نشأت عليه وأنت لا تشعر بذلك.
بالتاكيد أنت لا ترضي أن يكون الله بمثل هذه الصفات السيئة التي لا نستطيع أن نقولها بلساننا ولكننا نقولها بأفعالنا وردود أفعالنا التلقائية.
أعزل نفسك عن فكر المجموع، وأخرج عن ثقافة القطيع، لأن في النهاية سوف تقف امام الله وحدك منفرداً بدون اسرتك أو كنيستك أو طائفتك وليس من يقوم بالدفاع عنك.
راجع الأفكار اللي زُرعت فيك منذ الصغر، وصحح أفكارك عن الله وبالأخص الأفكار اللي تتعلق بمعاملة الإنسان بالإنسان.
ولك الحق أن تعترض(اعتراض من اجل الفهم) علي ما كُتب في الكتاب المقدس وما يوجد بداخله من تناقضات واضحة في معاملة الله مع الإنسان، وتناقضات وظاهرة لكل شخص يفكر فيما يقرأ.
وبالأخص إذا كانت تُسيء للإنسان وللإنسانية ككل. علي سبيل المثال وليس الحصر: كيف يقول الله لا تقتل وفي مواقف أخري يأمر البعض بالقتل في العهد القديم.
ليس كل شخص يقرأ يُفكر فيما يقرأ، وليس كل شخص يسمع هو يفكر فيما يسمعه.
"مبصرين لا يبصرون و سامعين لا يسمعون و لا يفهمون. فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة: تسمعون سمعاً ولا تفهمون، ومبصرين تُبصرون ولا تنظرون .لان قلب هذا الشعب قد غلظ و آذانهم قد ثقل سماعها و اغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم و يسمعوا باذانهم و يفهموا بقلوبهم و يرجعوا فاشفيهم" (مت14،13-15).
وبالتأكيد هذه النبوة لا تنطبق فقط علي اليهود في أيام المسيح فقط بل تنطبق علينا نحن أيضاً الأن.
لأن في الاول وفي الاخر علاقتك مع الله علاقة شخصية فردية وليست علاقة جماعة أو كنيسة أو طائفة لها فكر معين.
الله روح وحق ولم يتنازل عن أن تعبده سوي بالروح والحق، مهما تنوعت أو اختلفت صور العبادة فيما بيننا سيظل يبحث عن الروح والحق في العبادة.
"يا أمرأة صدقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للأب. انتم تسجدون لما لستم تعلمون، وأما نحن فنسجد لما نعلم. لأن الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة، وهي الأن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق، لأن الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو21،4-24).
ما الفائدة من امتلاك عقيدة أو فكر صحيح بدون حياة صحيحة!؟
الحياة الصحيحة والخبرة الشخصية مع الله اولاً ثم العقيدة وليس العكس.
الإيمان المُسلم إلينا هو إيمان وحياة وخبرة السابقين وليس عقيدة أو أفكار الاخرين السابقة.
أصبحنا بدل أن نُأصل علاقتنا مع الله ونفحصها ونختبرها اصبحنا نبحث عن الأفكار والمعتقدات ونفحص ما هو الصواب وما هو الخطأ ما الحقيقي وما المزيف لكل طائفة.
"جربوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان؟ أمتحنوا أنفسكم. أم لستم تعرفون أنفسكم، أن يسوع المسيح هو فيكم، إن لم تكونوا مرفوضين؟" (2كو:5:13)