خشوعيات الصوم 2

خشوعيات الصوم 2

السبت قبل الصوم تذكرنا الكنيسة بالآباء النساك اللذين قمعوا كل شهوات الجسد وعاشوا حياة قاسية في البراري طلبا لخلاص نفوسهم ومن يتمثل بهم .
إنهم قدوة مثالية لنا في الصبر واحتمال المشقات بأنواعها بحيث لا تثنينا كل المشقات عن متابعة مسلسلنا الجهادي الروحي لننال خلاص نفوسنا .
هم قدوة مثالية لنا لأنهم مثلنا من لحم ودم من صميم بشريتنا هم ليسوا قوما قادمين من كوكب آخر بل هم بشر مثلنا .
لم يبحث الله عنهم لأنه سبق فوجدهم هم من بحث عن الله فوجدوه حولهم من أمامهم ومن خلفهم وعن يمينهم ويسارهم .
فقد رأوه في كل شيء تحسسوا وجوده في كل صوت ونسمة هواء قمعوا شهوات الجسد فانتعشت أرواحهم .
قنعوا بالطعام القليل واللبس البسيط فانتصرت بساطتهم وارتفعت أرواحهم وهم على الأرض شوقا لمخلصهم وفاديهم .
إن ألهينا نفوسنا بالمأكل والتركيز عليه فقدنا ركنا هاما للصوم وهو قمع شهوة البطن .
إن تمادت حواسنا في مراقبة الآخرين نفقد ركنا آخر للصوم وهو قمع الحواس وتركيزها باتجاه السماء فقط وحدها السماء .
إن أكثرنا من الكلام فقدنا فضيلة الصمت المقدس والتأمل بأن كل شيء في هذه الدنيا زائل وفان .
خلال الصوم فلنتشدد بضبط النفس وضبط الحواس ولا يلهينا شيء عن الصلاة والتضرع خصوصا في الليل ومتابعة صلوات الكنيسة المقدسة ونضبط وقتنا المخصص للوقوف بين يدي الله نخاطبه ونفتح آذاننا الروحية لسماع صوته الرقيق الهادي .
لنستغل فترة الانقطاع عن الطعام إنها أقدس فترة للتأمل والقراءات المقدسة وإن كنا في البيت نكثر من الركوع والسجود والصلاة بالمسبحة المقدسة طالبين العون من الله ليقوينا في جهادنا لتحيا أرواحنا في الرب ولأجل الرب فقط .
لنطلب رحمة الرب علينا ولنبك خطايانا فالدموع ذبيحة حية روحية نقدمها لجلال العزة الإلهية .

لنطلب رحمة الرب علينا ولنبك خطايانا فالدموع ذبيحة حية روحية

نقدمها لجلال العزة الإلهية .

آميــــن