الطريق الإيجابي لعلاج أمراض النفس
القدِّيس مار فيلوكسينوس
"حدْ عن الشر، واصنع الخير، اُطلب السلامة، واسْعَ وراءها" (مز 34: 14).
لا يوجد مرض يمكن أن يصيب النفس إلاَّ وتُقدِّم له كلمة الرب دواءً. وكما توجد أدوية مركبة يقوم الأطباء بخلطها ومزجها لمعالجة الأمراض الجسدية، هكذا توجد أدوية مركبة يعدها روح الرب لمعالجة شهوات الخطية ومواجهتها، فيقدر من يشعر بالمرض أن يجد الدواء قريبًا منه، ويتمتع بالشفاء.
جميع الأمراض تُشفى بما يادها، فالأمراض التي تتسبب من البرد تُشفى بالأعشاب الساخنة الحارة، والأمراض التي تتسبب من الحرارة تُشفى بواسطة الأعشاب المرطبة...
تعلَّم إذن من هذا أيها الحكيم، يا من تريد شفاء أمراض نفسك، واِفعل لنفسك ما يصنعه علم الطب مع الجسد. فإن الأمور التي على المستوى الخارجي قد وُضعت أمام عيوننا كمثال نحتذي به بالنسبة لما يمس المستوى الداخلي، فتُشفى نفوسنا بنفس الطريقة التي تُشفى بها أجسادنا.
إذن لنُعدّ الدواء المضاد لمواجهة كل شهوة:
ضد الشك: الإيمان،
وضد الخطأ: الحق،
وضد الارتياب: اليقين،
وضد الخبث: البساطة،
وضد الخداع: الصدق،
وضد الاضطراب: الوضوح،
وضد القسوة: الحنان،
وضد الوحشية: الرأفة،
وضد الشهوة الجسدية: الشهوة الروحية،
وضد اللذة: الألم،
وضد فرح العالم: فرح المسيح،
وضد الأغاني: التسابيح الروحية...
وضد الحزن: الفرح،
وضد الإعجاب والفخر بأنفسنا: الرجاء الصادق في الله،
وضد الرغبات الجسدية: الرغبات الروحية،
وضد النظرة الجسدية: النظرة الروحية...
وضد التطلع إلى الأمور المنظورة: التفكير فيما لا يُرى...
وضد الارتباط بالعائلة الجسدية (بالنسبة للراهب): الارتباط بالعائلة السماوية،
وضد الحياة في مسكن أرضي: الحياة والسُكنى في أورشليم العليا.
إذًا تُشفى جميع هذه الأمراض وما يشبهها بضدها.
من يشتهي الحياة السماوية يلزمه أن يتنازل عن الأمور الأرضية المادية، لأن اشتهاء أحدهما لا وجود له في داخلنا ما لم يمت الآخر. لا تُولد شهوة الروح في أفكارنا إلاَّ بموت شهوة الجسد، فبموت الواحد يحيا الآخر.
عندما يكون الجسد عائشًا فينا بكل شهواته ورغباته، تكون النفس حينئذ ميتة بكل رغباتها.
V V V
هب لي بنعمتك دواء الروح.
عِوض الانشغال بالسلبيات التي تحطمني،
أتمتع بشركة سماتك واهبة الحياة والنمو.
اَقتنيك أيها النور فتتبدّد الظلمة.وضد الكذب: الصراحة،