إذا صمتم للصيامِ معانٍ ينبغي معرفتها معرفة دقيقة لئلاَّ نضلّ.

إذا صمتم

للصيامِ معانٍ ينبغي معرفتها معرفة دقيقة لئلاَّ نضلّ.

ليست القضيَّة المركزيَّة قضيَّة طعام يُبدل بطعام آخر ، قال الرسول: "الجوف للأطعمة والأطعمة للجوف والله سيبيد هذه وتلك". الله لا يهتمّ للأطعمة، ولكن في هذا قد يكون لنا شيء من ضبط النفس ومراقبة رغبات الجسد علَّنا نُسيطر عليها. غير أنَّ الأمر الأساسيّ هو أننا ذاهبون إلى الفصح.
ما ننتظره هو انبعاث المسيح من القبر في اليوم الثالث. منذ اليوم الأوَّل لهذا الصوم نحن سائرون بالفكر إلى قيامة المخلِّص، واستعدادًا لها نقوم بهذا التمرين (أي الصوم)، الذي جانبٌ منه إمساك وجانبٌ منه صلاة، وجانبٌ منه مُهمَل، عند الغالبية ،وهو الإحسان. ذلك ان الصوم بدأ تاريخيًا، في كون المسيحيين في روما لما كانوا يُلاحظون وجود عائلات فقيرة بينهم ، كانوا لا يأكلون، يمسكون عن الطعام ليوزِّعوا ثمن هذا الطعام على المساكين.
إذًا، حاولوا القيام بالإحسان ما استطعتم. في هذه الضائقة يبقى لنا الإمساك من جهة والصلاة المكثَّفة من جهة حتى تحلَّ فينا كلمة الله، فيتكلَّم الله بلساننا إذا تكلَّمنا، ويحوِّل هذه الكلمة مشاعر جديدة فصحيَّة فينا. وقد قال بولس الرسول: "ليكونَ الفكرُ الذي كان في المسيح". إنَّ أَغْلَبُك الناس لهم فِكرُ هذا العالم، يأخذون أشياءه العقليَّة وكلماته من الجرائد ووسائل الإعلام ومما يتخبَّط فيه هذا العالم. نصوم لننحت فكرنا بكلمات الله إذا سمعناها في الصلوات أو قرأناها في الكتاب المقدس، ونحاول تطهير أنفسنا. هذا يكون، بأن نُركِّزُ على العيوب التي يعرفها كلٌّ منا في نفسهِ. هذا فيه كذبٌ كثير أو قليل، يعرف عيبه هذا، فيركِّز في الصوم على التغلُّب على هذه السقطات. وذاك يعرف نفسه نمَّامًا أو غَضوبًا أو إلى ما ذلك، فليتجلَّد في سبيل استئصال هذه العيوب التي يراها في نفسه. وآخر يعرف ما في نفسه من عيوب كثيرة، فليركِّز أيضًا عليها علَّهُ يَسلَمُ منها في آخر هذا الموسم الشريف لكي يتمكَّن من استقبال العيد.
العيد يقع على القلوب ولا يقع في الروزنامة. لا يكفي أن تقرأ ورقة في الروزنامة لتعرف أنَّ العيد قد أتى، هذا لا يعني شيئًا ولا يهتم له الله.
العيد يقع عليك إذا جعلت نفسك أنت في العيد، أي إذا صرت بمقدارٍ ما إنسانًا فصحيًا؛ إن هذا النُّور الذي انبلج من القبر وظهر على الكون، ينبغي أن يلتقي النُّور الذي فيك. صحّ أنَّ النُّور يُضيء في الظلمة، ولكن لن نكون سعداء إلاَّ إذا بدَّدنا ما استطعنا من الظلمة ليظهر علينا شيء من النُّور فيلتقي النُّور ـ نُور المسيح ـ بالنُّور الذي فينا.
بكلمة بسيطة هذا الموسم هو موسم خلوة. الخلوة طبعًا في اللغة العربية يبقى شخصان لا ثالث بينهما، يتكلَّمان أحدهما مع الآخر، وهذا الموسم خلوة مع يسوع، أي أبقى أنا ويبقى يسوع ولا يتدخَّل ثالثٌ بيننا. طبعًا نعيش في بيوتنا وأعمالنا، ولكن العقل ينتقل إلى المسيح ولا يبقى مُبدَّدًا في هذا العالم وشهواته.
حاولوا أن تختلوا مع السيِّد، ترونه كلَّه مضيئًا في الفصح وأرجو أن يبقى مضيئًا في كلِّ واحد منكم طوال حياتكم.
آمين .

منقول

» خرافات منتشرة عن دماغ الأنسان سيندهش عند معرفتها الجزأ الاول
» للإبداع معانٍ كثيرة
» دقيقة مع مريم
» إحصائيات دقيقة
» تصميمات مع كلمات لها معانٍ لرب المجد