قوة الحب
القدِّيس أغسطينوس
"لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو ٥: ٥).
لنتأكد أنه لا يمكن أن ينسكب الروح القدس على رجال أو نساء ذوي قلوب شريرة،
لا يريدون الحب. يكرر الكتاب المقدس الحديث عنه بكونه الماء الروحي الذي يفيض من الله، كما قيل:
"لتكن ينابيعكم لكم وحدكم، ولا يشـارككم فيها غرباء" (أم ٥: ١٧).
الذين لا يحبون الله هم الغرباء غير القادرين على شرب ماء حب الله المنعش،
الذي ينسكب فينا بالروح
القدس. هذا حديث صعب، لكن يلزم أن يُقال: عندما لا نشرب من بئر الحب الروحي – الله حب – فإننا
نعمل بروح لم يُعطَ لنا بالمسيح.
فإن كان هذا ليس بالروح القدس، فهو روح ضد المسيح.
بالحقيقة يمكن لأي شخص أن يأتي ويدخل الكنيسة.
لكن من لم يشرب من بئر الحب فلا يُحسب من أولاد الله.
الإنسان الفارغ من حب الله ربما يقدم إعلانًا عامًا عن الإيمان بكونه تعمد.
ربما ينطق بكلمة الله، بل وربما يتنبأ كما نقرأ في سفر صموئيل الأول ١٩، بأن شاول اِضطهد داود البريء، وفجأة مارس عطية النبوة...
من به شر داخلي، ليس فيه حب ولا مغفرة، بل مملوء غضبًا وكراهية، يمكنه أيضًا أن يشترك في سرّ جسد ربنا ودمه، بمعنى آخر يمكن أن يدعو نفسه مسيحيًا.
نعم، يمكن لشخص ما أن يشترك في كل الشهادات الخارجية للإيمان.
أما أن تقول بأن أحدًا يسمح لكراهية داخلية في قلبه وتكون له محبة الله فهذا مستحيل.
حقًا أنه لا يعرف شيئًا عن الله ولا عن الحب. احذر!
إذن الحب هو العطية التي تجلبنا إلى التصاق أعظم بالله.
الحب وحده هو البئر الروحي الحقيقي، روح الله يدعوكم ويدعوني: "تعالوا اشربوا".
بهذه الدعوة يدعونا الروح أن نشرب من الله نفسه بكل عمقٍ.
V V V
اجذب قلبي، فأنت هو فرحي! أيها الغذاء الدسم، كن أنت شبعي!
أيها القائد الإلهي، قوِّني! أيها النور الحقيقي الذي يضيء عيني، أنر لي!