هل المسيحية هي تعذيب الذات أم الفرح في المسيح؟
تخيل لو بطرس قضى بقية حياته يندب خطيته عندما انكر المسيح
وهرب إلى الجبال
وظل يصارع خطاياه الداخلية
وشياطين الجبال ويبلل بالدموع فراشه سنين وسنين
هل كان سيجد الوقت ليبشر بالمسيح ؟
أو الجرأة ليعلن غفران الرب أو لينشر الايمان والانجيل في العالم؟
وتخيل لو كان بولس الرسول قد قضى بقية حياته يبكي على خطاياه
واولها اضطهاده لكنيسة المسيح ومساهمته في قتل استفانوس
ثم هرب إلى البرية الجوانية يبكي بالدموع متذكرا خطاياه دائما
مصارعا لشياطين الوهم والجنس
ممارسا للنسك والتقشف ، ممتنعا عن الأكل الصحي ،
ومعاقبا لنفسه بشرب الماء القذر
هل كان سيجد الجهد او الوقت ليبشر الأمم ويعرفهم بالمسيح؟
هل كان سيجرؤ على أن يعلن خلاص المسيح للامم ؟
ما ينتشرالآن هو تعاليم غنوسية لا تريد خلاص العالم بل الهروب منه
ولا تريد أن تستمع بخلاص المسيح بل تحيا في الشك واللايقين بأي خلاص
متبوع بالبكاء الدائم لأنهم لم يسمعوا بعد صوت الروح القدس داخلهم لكي يهبهم اليقين والفرح بالمسيح
و بالاكثر أنهم يعلمون الناس أن هذا هو التواضع وهذه هي القداسة ،
ويستعملون آيات من العهد القديم خارج سياقها ليقهروا الشعب ،
ويعلنون مسيحا غريبا ، مسيح الكآبة والحزن والغم والتغصب
مع أننا لم نجد من ثمار الروح القدس الذي أسس كنيسة العهد الجديد البكاء والحزن
وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ:
مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ،
إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ
تعذيب الذات أم الفرح في المسيح؟