إن طبيعتك أصبحت قابلة للأهواء ، وتجارب هذه الدنيا تفاقمت ،
والشرور ليست بعيدة عنك بل تنبع منك وتجري تحت قدميك ،
إن الله سوف يحررك من التجارب متى يشاء .
فكما أن الرموش قريبة من بعضها ، هكذا التجارب قريبة من الناس .
لقد دبّر الله هذه الأمور بحكمة من أجل منفعتك لكي تقرع بابه بإلحاح
و يُغرس ذكره في قلبك بالخوف من الضيقات وتقترب منه بالصلاة و يتقدس قلبك بذكره الدائم ،
وعندما تطلبه و يسمعك تعلم أنه هو الذي أنقذك ،
وتدرك جيداً أنه هو الذي جبلك وهو الذي يعتني بك ويحفظك ،
وقد صنع لك عالمين ( هذا العالم وعالم الملكوت ) :
أحدهما يعلِّمك ويؤدبك في هذا الزمن ،
والآخر يكون بيتاً أبوياً وميراثاً إلى الأبد .
عندما تداهم الظالم تجربة يفقد ثقته بالله فلا يتضرع إليه ولا يتوقع منه الخلاص ،
لأنه في أيام الراحة كان بعيداً عنه .
قبل أن تبدأ الحرب استعن بالحلفاء ، وقبل أن تقع في المرض أطلب الطبيب .
قبل أن تداهمك الشدائد صلّ إلى الله تجده وقت الحزن و يستجيب لك .
قبل أن تنزلق توسل إليه وتضرع ،
وقبل أن تبدأ الصلاة هيىء الوعود ، أي غنائم الصلاة .
سفينة نوح صُنعت وقت السلام ، لكن أخشابها زُرعت قبل مئة سنة .
غضب الرب هلاك للظالمين أما الأبرار فستر لهم .
✞ القديس اسحق السرياني ✞