شكراً على نعمة اسمها يوحنّا بولس.
| |
أيها الآب القدّوس، يا أبانا السماوّي
نعبدك، نمجّدك، ونسبّح اسمك،
نسجد أمامك رافعين اليك مع صلاتنا شكراً لا ينتهي، ولا يكفي لمدح جلالك.
شكراً على عطاياك كلّها،
خلقتنا، أحببتنا، جرحناك بخطيئتنا فغفرت لنا،
دخلت معنا في عهد حبّ،
وفي ملء الزمن، أرسلت لنا ابنك مولوداً من أنقى النساء وأقدسهنّ،
فوُلد منها، وعاش، وبشّر، شفى جراحنا وأعلن إنجيل الملكوت،
ولأجلنا قبل الآلام، الجلد والهزء، فصُلب، ومات، ليتمّم بدمه الخلاص،
ويؤسّس بقيامته الإيمان.
أيها الإبن القدّوس، مخلّصنا وفادينا،
نشكر رحمتك، نسجد لحنانك، نعبد قلبك المجروح حبّاً بنا،
نُقَبِّل بالرّوح آثار المسامير في يديك المجروحتين من أجلنا،
نذرف دموع الندامة ونغسل بها جراح قدميك،
ننظر اليك، نعاين الّذي طعنّاه بخطيئتنا، بكبريائنا وبقسوة قلوبنا.
نشكرك على نعمة حضورك من خلال الكنيسة التى أسّستها،
وجعلت بها أسرار الحياة تكمّل سرّ حضورك بيننا،
وتهبنا الرّجاء.
أيها الرّوح القدّوس، يا روح الآب والإبن،
يا رباط حبّ أزلّي بين الخالق والفادي،
الخارج منذ الأزل من قلب الأب، يحلّ مسحّة أبدّية على مسيحه ووحيده،
يا روحاً أسلمه الإبن على الصليب،
وأودعه بين يدي الآب،
وعاد فامتلأ منه يوم القيامة، فقام منتصراً،
يا روحاً يهدي الكنيسة، يقودها نحو الملكوت،
لتحيا في العالم المحبّة.
يا ثالوث الحبّ الأمجد،
إجعل كلّ لحظة من لحظات حياتنا نشيد مجد لحبّك،
إجعلنا نحيا بك ولك،
واجعل من حياتنا فعل عبادة لاسمك.
نشكرك يا ثالوثاً شاء أن يقدّسنا،
فأرسل لنا الآباء والأنبياء،
الرسل والقدّيسن،
الشهداء والمعترفين،
الرهبان القدّيسين والمكرّسات النقيّات،
وما تزال تزيّن كنيستك بقدّيسين يزيدون جمالها.
لقد أعطيت كنيستك راعياً،
ناديته من بعيد، همست في أذنه إرادتك،
أحبّك فسار خلفك، ترك كلّ شيء وراءه، وصار بكليّته لك، ولمريم.
دعوته ليرعى قطيع بطرس، ويقود كنيسة المسيح،
فاستجاب لدعوتك، باذلاً ذاته بكلّيته لمجد اسمك،
جاب العالم يعلن خلاصك، هو الأسقف اللابس البياض،
شهد لك شهادة الدم، وعلى مثال المخلّص، غفر.
هو رسولك بين الأمم، حتّى الرمق الأخير بشّر برحمتك،
وفي صليب مرضه، أعطانا رسالة رجاء.
وها أنت الآن تظهر فيه عظمة حبّك،
وترفعه بنعمة منك الى مجد الطوّباوّيين أحبّاء قلبك.
شكراً لك على نعمتك،
شكراً لأنّك أعطيتنا يوحنّا بولس راعياً يقودنا وحبراً يقدّسنا.
تمجّدت يا ربّ في قدّيسيك،
وها نحن معه نمجّد اسمك،
ونسجد لحنانك،
ونسألك أن ترسل لنا دوماً رعاةً قدّيسين،
وتهب الكنيسة نعمة أن نبتهج يوماً،
برؤية ابنها وراعيها يوحنا بولس بين أجواق القدّيسين،
يصلّي من إجلنا، ويشفع لنا أمامك،
يا أباً قدّوساً،
وابناً قديراً،
وروحاً مجدِّداً،
لك المجد الى الأبد.
أمين
الأب بيار نجم ر.م.م.