التجربة الكبرى
"انزل عن الصليب"
هذه التجربة هي لكلّ واحد منّا،
"انزل عن الصليب".
نعتقد أنّ هذه التجربة تأتي من الآخرين ولكنّها بالحقيقة منّا،
إنّها تأتي من ذاتنا، إنّها صرخة تأتي من داخلنا !
من قرّر أن يؤمن بالمسيح وأن يتبعه، عليه أن يُصلب وهذا لا يحصل بطريقة أخرى:
عليه أن يحمل صليبه.
النصّ الإنجيلي يحتوي أقوال السيّد التالية:
"مَنْ أرادَ أنْ يَتبعَني، فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ ويتبَعْني،
لأنَّ الَّذي يُريدُ أن يُخلَّصَ حياتَهُ يَخسَرُها،
ولكنَّ الَّذي يخسَرُ حياتَهُ في سبـيلي يَجِدُها".
(متى 24:16-25)
إذاً الإنسان يتبع المسيح ناكراً ذاته وحاملاً صليبه
وعكس ذلك هو "كذب".
إذا قرّرتَ حقّاً أن تتبع المسيح فالطريق هو أن تنكر نفسك وتحمل صليبك،
بطريقة أو بأخرى عليك أن ترتفع على الصليب.
هناك ارتفع السيّد على الصليب، هناك حصل كلّ شيء:
هناك صُلب وأمات الخطيئة، هناك أبطل الخطيئة والموت وداس الجحيم.
من يريد أن يجد المسيح عليه أن يُصلَب. السيّد
سيقود الأمور بهذه الطريقة دائماً،
عليك أن تصير ناكراً لذاتك وحاملاً صليبك.
المشكلة بالنسبة للمسيحي هي التالية:
هل سأبقى هناك مُسمّراً على الصليب؟
وليس هذا فقط، بل يسعى بقدراته البشريّة أن يعمل
ما يؤدّي بطريقة إلى ما يشبه النزول عن الصليب
– يترجّى السيّد المسيح في صلاته أن يفكّ مساميره ويُنزله عن الصليب.
هذه صرخة ملازمة للإنسان. الكلّ:
الأصدقاء، المعارف، حتّى نفسك ستقول دائماً لك:
"انزل عن الصليب، انزل عن الصليب!!
لا تَصلُب نفسك ! دعهُ عنك ! عِشْ حياتَك !".
هذا الموضوع وما يحدث مع الناس ليس بفلسفة ولا لأمثلة
ولا لأيّ شيء أخر إنّه واقع.
هي دعوة كبيرة كما كان الحال مع السيّد المسيح:
"إن كنت ملك إسرائيل انزلْ الآن عن الصليب !
خلّصت آخرين ونفسك لا تقدر أن تُخلّصها ؟".
هي دعوة تجربة !
إذاً من يُصلب، من يتألّم، كيفما كان ألمـُه،
كيفما كان موتُهُ الذي يُعانيه فوق الصليب عليه
أن يكون واثقا وعلى الرجاء انّه سيتعزّى.
ولكن التجربة تأتي من الإنسان،
وتكون في بعض المرّات دعوة تجربة قاسية،
تماثل التجربة التي دُعي المسيح لعيشها
"قال له: أعطيك هذه جميعها إن خررتَ وسجدت لي"
(مت 9:4)
الأب سيمون كرايوبولوس
رئيس دير الثالوث القدّوس (بانوراما - سالونيك)