نصوم لنلقى وجه السّيّد. (12)
" ليس أحد يجعل خمراً جديدة في زقاق عتيقة، لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق،
فالخمر تنصب والزقاق تتلف. بل يجعلون خمراً جديدة في زقاق جديدة". ( مر 22:2).
الإنسان الجديد هو ذاك الّذي سيتمكّن من المكوث مع الرّبّ أبداً.
والمراد بالجديد، تغيير جذري وعميق في الدّاخل الإنساني يشمل الفكر والقلب.
من هنا تتّخذ المسيحيّة مساراً مختلفاً يهتمّ بخلق الإنسان من جديد كي يحيا إنسانيّته ولا يبقى مشروع إنسان.
من المهمّ جدّاً أن نعيَ أنّه علينا أن نحيا إنسانيّتنا حتّى نفهم أكثر يسوع المسيح الإنسان.
ومتى أحسنّا الفهم انطلقنا من الإنسان نحو الله ودخلنا في تفاصيل المسيح الإله ولامسنا معرفة الله الحقيقيّة. ولا يحصل هذا الأمر إلّا إذا جعلنا من أنفسنا زقاقاً جديدة.
فالمسيح، الخمرة الجديدة والطّيّبة تحتاج لإنسان جديد كي تنصبّ فيه.
والمسيح بتجسّده واتّحاده بالإنسان وعيشه إنسانيّته أراد أن يخلقه من جديد ويعرّفه على حقيقته الإنسانيّة.
ما لم يعرف الإنسان نفسه ويتبيّن حقيقة وجوده انطلاقاً من المسيح لن يتمكّن من مرافقته والارتباط به.
وإذ نرى السّيّد يشفي النّفس قبل الجسد، نستدلّ بذلك على أنّ حياة الإيمان أبعد من موضوع ثواب وعقاب، وأرفع من عبادة محضة تؤمّن راحة الضّمير.
حياة الإيمان بالمسيح هي الانتقال من الظّلمة إلى النّور.
وكيما ينسكب هذا النّور ويتسرّب إلى أعماقنا ينبغي أن نبدّل قلوبنا وعقولنا ونجعلها زقاقاً جديدة.
أيّها المسيح الحبيب،
أسكب في قلوبنا خمرتك الطّيّبة واجعلنا مستحقّين لاقتبالها.
أيّها السّيّد الكريم المسنا بمحبّتك وبدّل أعماقنا وانفذ إلى مطاوي نفوسنا،
واحيّ فينا حتّى نحيا بك. أنت الّذي يليق بك كلّ حبّ ومجد وإكرام،
مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس.
الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.
أمين.
منقول: مادونا عسكر