نصوم لنلقى وجه السّيّد. (19)
من أنا أمام الله؟ .
فرّيسيّ يتباهى بطقوسه الظّاهريّة ويستجدي نظرات النّاس لتنبهر بقداسته المزيّفة،
أم عشّار يتضّع ويحتجب عن الأنظار ظامئاً إلى رحمة الله ومحبّته؟
أبرص شوّهت ملامح روحه الخطيئة يهرع إلى حنّو الرّبّ ويسكب إيمانه وثقته متحدّياً كلّ الظّروف،
أم لائم للرّبّ متّهماً إيّاه بمصائبي وأثقالي؟
نازفة تخترق الجموع بصمت وتلمس طرف ثوب يسوع أم أنّي أسير مع السّائرين دون أيّ وعيّ منبهراً
بيسوع إلى حين.
ومع زوال الانبهار وامّحاء الزّحمة يتلاشى حبّي له وأضيع في زحمة أخرى؟
مدّعٍ المحبّة للإخوة طالباً أجري من النّاس،
أم باذل نفسي من أجلهم لأنّي بهم أخدم الله؟
خاطئة تسكب طيب العقل والرّوح عند أقدام الرّبّ،
أم متكبر متعالٍ أحيا في الظّلمة ولا أبالي إلى همس الرّوح المصلّي فيّ بأناة لا توصف؟...
ابن يميت أبيه في عمق أعماقه ويسافر بعيداً،
أم ابن يحيا بحياة أبيه ويحسب مكاسب العالم خسارة في سبيل محبّته؟
من أنا أمام الله؟
أنا أعمى جالس على قارعة الطّريق، أنتظر دوماً مرور السّيّد.
وكلّما هلّ سألته أن يا ربّ أريد أن أبصر، وأعلم حتميّة جوابه: " اذهب، إيمانك قد شفاك".
وللحال سأتبعه وأظل ماضياً خلفه وبه ومعه إلى أن ألقاه وجهاً لوجه في مساكن السّماء السّعيدة.
منقول