الله حاضر دائمًا حتى في اللحظات التي يبدو فيها كأنه غائب تمامًا.
الثقة في الله لا تقودنا إلى عدم الألم،
وإنما تقودنا إلى التمتع بالحضرة الإلهية وسط الآلام،
فنرتفع فوق الألم،
وهكذا نتحول من التضرع إلى الرجاء،
ومن الثقة إلى اليقين، ومن الإيمان إلى المعاينة،
ومن الرثاء إلى الشكر والحمد لله.
فإننا إذ ننعم بالاستجابة الإلهية ينفجر القلب شكرًا وتسبيحًا.
هذه الثقة لا تنزع الألم عن حياتنا بل ترفعنا فوق الألم،
فنصير كمن يسير مع السيد المسيح على المياه،
لا ننشغل بها بل بعريسنا السماوي المرافق لنا.
خلال سيرنا معه فوق تيارات الألم ندخل إلى عذوبة الحوار مع عريسنا،
والتمتع بحلاوة صلاحه، إذ يقول المرتل:
"ما أعظم كثرة صلاحك (حلاوتك) يا رب
الذي ذخرته للذين يخافونك.
وصنعته للمتكلين عليك
تجاه بني البشر"