نصوم لنلقى وجه السّيّد. (22)
كلّ شخص منّا يبحث عن العظمة، فالإنسان يحبّ نفسه لدرجة أنّه يريدها أن
م أخطأ الإنسان واقترب من شجرة معرفة الخير والشّر، أراد أن يكون عظيماً وينصّب نفسه إلهاً.
ولا يكمن الخطأ في أنّه ابتغى العظمة، بل بأنّه أراد أن يكون أعظم من الله.
(الشجرة باعثة للفهم تك 3/ 6).
فضّل الإنسان أن يخالف الوصيّة ليكون الأعظم، وبمعنى أوضح، تحدّى الله ليكون الأعظم.
بينما نرى الله العظيم والقدير،
يشرك الإنسان في ملكه ببساطة وثقة ومحبّة.
وأمّا العظمة بمنطق الله فمرتبطة بالتّواضع والطّهر والبساطة،
وبمدى انفتاح قلوبنا عليه لنقبله.
وتكمن العظمة في أن نصدّق يسوع كما يصدّق الطّفل أمّه وأباه دون شكّ وتردّد،
وأن نقبل الآخر باسم يسوع، أي أن نرى يسوع في الآخر ونتلمّس آلامه.
الأعظم في ملكوت الله هو الأصغر فيكم. ( لو 48:9).
والأصغر هو المتواضع الّذي ينظر إلى الآخر على مستوى نظره
والّذي ينحني ليمسك بيده ويترافق معه على درب آلامه.
هو من يحسّ بالآخر،
ولا يحكم على سلوكه بل ينظر إلى داخله ويتفهّم.
وهو من يشعر كلّ النّاس بحضوره أنّهم عظماء، وهو السّاجد بعقله وفكره وروحه أمام الله.
والأعظم، هو من ينفتح على الله ومحبّة الله،
فيتحرّر من قيود الأنانيّة، وينير بصيرته بحكمة الله،
ويرمي عن كتفيه نير التعجرف والعظمة الزّائفة.
أيّها المسيح الحبيب، علّمنا أن نتواضع حتى نرتفع إليك.
هبنا أن نحافظ على الطّفل الّذي فينا كي نبصرك أبداً بقلوب نقيّة وطاهرة،
ونقبلك ببساطة وثقة.
أنت الّذي يليق بك كلّ حبّ ومجد وإكرام. مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس.
الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.
أمين.
منقول