ربنا بيكلمني وانا بهرب منة

ربنا بيكلمني وانا بهرب منة

"كلمة الله حية وفعّالة وامضى من كل سيف ذى حدين ، وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة افكار القلب ونياته " (عب 4 :12 )

كثير منا يعبر على بعض الأيات فيغض الطرف عنها ، وحينما يسمع وصية معينة يحاول ان لا يقف عندها بفكره ، وحينما يصغى الى التعليم والعظات ،يتلافى الكلمات المصّوبة نحوه ويتهرب من تأنيب الضمير .

صحيح ان الكلمة سيف مسلول ذو حدين ولكن "سيف" فى يد من ؟

لو كان فى يد عدو ، لحق لنا ان نزوغ ونراوغ ونهرب لأنه سيغرسه حتما فى مكان الموت.

ولكن الكلمة هى كلمة الرب الذى ذبح نفسه على الصليب لينتزع لنا الحياة الأبدية من وسط ظلمة الموت والهلاك !!

هى سيف ، ولكن فى يد الروح القدس الوديع الهادئ الذى يريد ان يغرسه فى الانسان للفصل بين النفس العتيقة التى تطلب العالم والروح الخالد الذى يطلب الحياة .

متى كان الجرّاح مكروها ؟ او من ذا المريض الذى يود ان يعيش ولا يستسلم لأنغراس مشرط الجراح فى اعماق اللحم حتى القلب ؟

أه لو عرف المخدومون قيمة الكلمة الموجعة والوصية المسننة المصوّبة ناحية القلب الغاش والضمير الماكر والنفس المستبيحة و الاعضاء الملتهبة .

لو عرفوا ان هذا السيف الحاد يطلب لهم طهارة السيرة ونقاوة الضمير ونور الحياة :لقبضوا على السيف بيدهم وغرسوه فى ضمائرهم حتى القلب ليستنزفوا الدم الاسود الفاسد ويتحملوا كل الم وكل تعيير وتشهير وتعنيف الى ان يموت الانسان العتيق