نصوم لنلقى وجه السّيّد. (28)
" لعازر، هلمّ خارجا!" ( يو 43:11)
الموت الحقيقيّ هو ذاك الّذي يدفننا في قبور الخوف والاضطراب واليأس.
فنحيا في هذا العالم كجثث تتنفّس لا حياة فيها.
هو العيش على هامش الحياة، بعيداً عن العمق الإنساني والارتقاء نحو الله.
وعلى الرّغم من رحابة هذا العالم تمسي حياتنا قبراً ينغلق علينا ويحبسنا في تفاهات تؤمّن لنا سعادة زائفة وتقودنا إلى المزيد من الضّياع والضّلال.
إنّه الموت الحقيقيّ لأنّه يخدّر أرواحنا بل يميتها فلا تعود قادرة على السّعي نحو سرّ المحبّة الإلهيّة.
فترزح تحت وطأة الظّلمة وتتلاشى شيئاً فشيئاً.
كيف لنا نحن المؤمنون بالمسيح أن نرضى البقاء على هامش الحياة؟
وكيف لنا أن نعود إلى الموت ونحن القياميّون المرتبطون بمن هو الطّريق والحقّ والحياة.
نحن مدعوون للنّظر أبداً إلى فوق حيث تحلّق الكرامة الإنسانيّة المتصاعدة نحو التّألّه.
النّظر إلى أسفل عودة إلى الظّلمة والعثرة، فالطّريق إلى الله صعود لا يقبل الانحدار.
والتأمّل بوجهه الحبيب يتنافى والبحث في التّراب عن مباهج العالم الفاني.
واليوم كما أبداً يصرخ المسيح: هلمّوا خارجاً من سجن العالم وظلمته واثبتوا فيّ.
هلمّوا وتحرّروا من عبوديّة رغباتكم وخوفكم ويأسكم واقبلوا الفرح الكامل الممنوح لكم. " سيروا في النّور ما دام لكم النور لئلّا يدرككم الظّلام.
والّذي يسير في الظّلام لا يعلم إلى أين يذهب.
ما دام لكم النور آمنوا بالنّور لتصيروا أبناء النور". ( يو 36،35:12).
أيّها المسيح الحبيب، نجّني من سجن نفسي، واعتقني من ضلال عقلي.
واعطني عينين ترنوان إليك وقلباً يحيا بك يا من أنت الحياة الحقيقيّة.
أنت المسبّح والممجّد كلّ حين.
الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.
أمين.
منقول