نصوم لنلقى وجه السّيّد.30
ها نحن صاعدون إلى أورشليم مع ملكنا الّذي ارتضى أنّ الملوكيّة هي تجلّي الحبّ وبذل الذّات في سبيل ارتقاء الكرامة الإنسانيّة.
الملوكيّة هي انحناء الحبّ لرفع كلّ نفس تتوق إلى الخلاص، وتشتاق إلى بهاء جمالها الأوّل.
وإن اخترنا أن ندخل أورشليم مع السّيّد فلقد اخترنا أن نصعد مثله،
ونسلك طريقاً شاقّاً يبدأ بمشاركة الآخر آلامه ومعاناته وينتهي بالتّمجّد على صليب الحبّ حتّى تستحيل كلّ مدينة ندخلها، أورشليم، مدينة السّلام.
ونحن إذ نسير مع السّيّد لا نتطلّع إلى أورشليم الأرضيّة بل إلى أورشليم السّماويّة،
السّماء الجديدة والأرض الجديدة،
" مسكن الله والناس: يسكن معهم ويكونون له شعوباً.
الله نفسه معهم ويكون لهم إلهاً، يمسح كلّ دمعة تسيل من عيونهم.
لا يبقى موت ولا حزن ولا صراخ ولا وجع، لأنّ الأشياء القديمة زالت." ( رؤ 21:3.4).
والطّريق إلى مسكن الله لا يكون إلّا صعوداً، ويتّسم بجوع النّفس والرّوح إليه،
وبالعطش إلى البر،ّ وبالثّقة بأنّه أبداً أمين ولا يخلف وعوده ولا يتخلّى عنّا في منتصف الطّريق.
بل هو الحاضر في كلّ حين والفاتح يديه لاحتضان نفوسنا وتنقيتها ورفعها إلى ذرى الأعالي الإلهيّة.
ها نحن صاعدون إلى أورشليم،
وعلى مشارفها علينا أن نقرّر ونختار بين الدّخول مع الرّبّ ملوكاً عرشهم الصّليب، أم ملوكاً أرضيّين عروشهم قيود الذّهب، وقصور فخمة أشبه بالسجون.
أيّها المسيح الحبيب، يا ملك الملوك والسّيّد الوحيد والمطلق، ها إنّ قلوبنا مدن سلام.
ادخلها ملكاً واجعلها عرشك الأبديّ حتّى إذا أتت ساعة المجد، ارتفعنا بك ومعك، فنعبر من هذا العالم الّذي لسنا منه إلى موطننا الحقيقيّ أورشليم السّماوية، مسكن الله.
أنت الّذي يليق بك كلّ مجد وإكرام،
مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس من الآن وإلى الأبد.
أمين.
منقول / مادونا عسكر