التسامح
التسامح :
كيف تقولون:
"من ضربك على خدك، فاعرض له الخد الآخر ايضاً.."
هل قضية الكرامة منعدمة لديكم ؟
جاءت هذه الآية (لوقا 29:6)
في موعظة الرب يسوع المسيح على الجبل،
وتبدأ من آية 17 وتنتهي في آية 49 من الإصحاح السادس.
ويمكننا تقسيم هذه الموعظة إلى عدة فقرات.
فمثلاً ممكن أن نقول أن آية 29 جاءت في فقرة تبدأ من آية 27 إلى 42.
وأعتقد أن رأس الموضوع في هذه الفقرة هي:
المحبة، والرحمة، وعدم إدانة الغير بل الغفران.
فيقول الرب يسوع المسيح في آية 27 :
".. أحبوا أعداءكم، أحسنوا معاملة الذين يبغضونكم،
باركوا لاعينيكم، صلوا لأجل الذي يسيئون إليكم".
ونرى الرب يسوع يشرح هذه النقطة في الآيات التالية
ثم يؤكدها مرة أخرى في آية 35 :
".. أحبوا أعداءكم.."
ونرى أيضا أن الرب يسوع يؤكد ضرورة الرحمة في آية 36،
وينهي عن إدانة الغير في آية 37 ، ويوصي بالمغفرة في نفس الآية.
إذن مقاييس ووصايا الرب يسوع أعلى جداً وأسمى جداً من مقاييس البشر.
فمن طبيعتنا نحن البشر أن نحب من يحبوننا،
ونحسن معاملة الذين يحسنون معاملتنا،
وندين عيوب الآخرين دون فحص عيوبنا،
ولا نرحم من يسيء إلينا.
ولكن الرب يسوع يضع أمامنا مقاييس الله السامية
ويريد من "أبناء العلي"
أن يرفعوا أعينهم إلى أبيهم السماوي ويتمثلوا به.
فيقول في آية 35 ، 36 :
"ولكن، أحبوا أعداءكم، وأحسنوا المعاملة،
وأقرضوا دون أن تأملوا استيفاء القرض،
فتكون مكافأتكم عظيمة، وتكونوا أبناء العلي،
لأنه يُنعم على ناكري الجميل والأشرار.
فكونوا أنتم رحماء، كما أن أباكم رحيم".
ألا ترى يا عزيزي أن المحبة والرحمة والغفران
أعلى كثيراً من مسألة الكرامة؟
فالكرامة تعير الذات أعظم أهمية،
وتعزز الذات وتضعها في أعلى مقام فوق الآخرين،
وهي إلى حد ما نوع من الأنانية والكبرياء.
هذه هي طبيعة النفس البشرية.
وينهي الكتاب المقدس في عدة أماكن عن تعزيز النفس
ووضعها في أعلى إعتبار.
فنقرأ في الرسالة إلى مؤمني فيلبي 3:2
"لا يكن بينكم شيء بروح التحزب والإفتخار الباطل،
بل بالتواضع ليعتبر كل واحد منكم غيره أفضل كثيراً من نفسه،
مهتما لا بمصلحته الخاصة بل بمصالح الآخرين أيضاً.
فليكن فيكم هذا الفكر الذي هو أيضاً في المسيح يسوع".
ماذا يا عزيزي فعل الرب يسوع من أجلي وأجلك نحن الخطاة؟
لقد أنكر ذاته وضحى بنفسه من أجل فدائنا وخلاصنا
نحن البشر من عقاب الخطية في الجحيم.
أخذ عقاب خطايا كل البشر على عاتقه هو،
هذا البار القدوس الذي لم يقترف أية خطية قط.
وتذكر يا أخي صلاة الرب يسوع وهو على الصليب من أجل
من عذبوه وصلبوه في إنجيل لوقا 34:23
"يا أبي إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون!".
ونقرأ في الرسالة إلى مؤمني فيلبي 6:2ـ11
في الكتاب المقدس عن الرب يسوع:
"إذ إنه، وهو الكائن في صورة الله،
لم يعتبر مساواته لله خلسة، أو غنيمة يتمسك بها، بل أخلى نفسه،
متخذا صورة عبد، صائراً شبيهاً بالبشر،
وإذ ظهر بهيئة إنسان، أمعن في الإتضاع،
وكان طائعاً حتى الموت، موت الصليب.
لذلك أيضاً رفعه الله عالياً، وأعطاه الإسم الذي يفوق كل إسم،
لكي تنحني سجوداً لإسم يسوع كل ركبة، سواء
في السماء أو على الأرض أو تحت الأرض،
ولكي يعترف كل لسان بأن يسوع المسيح هو الرب لمجد الله الآب