+هل لِلأعمالِ دورٌ في الخلاصُ؟+
عندما اخترع الكاثوليك فكرةَ صُكُوكِ الغفران،
أَسَّسُوها على فكرة أنّ الخلاص يتمُّ بالإيمان والأعمال. ولأنَّ الأعمال مُهِمَّةٌ جدًّا، فقد رأوا أنّ القِدّيسين قد عَمِلوا أعمالاً صالحةً أكثرَ من حاجتِهِم،
وهذه الزِّيادات موجودةٌ في خزانةٍ في السَّماء، وللبابا السُّلطةُ على استعمالها، فيَهَبُها للبشر الخاطئين مُقابل مَبالِغَ من المال. وهكذا يُمكنُكَ أن تشتريَ من
"نَوافل" القِدّيسين ما يُساوي أكثر من خطاياك، إذا دفعتَ مبلغًا أكبر، ويكون عندكَ احتياطيٌّ لِما سَتَرْتَكِبُه من الخطايا مُستَقْبَلاً.
كَرَدَّةِ فِعلٍ على هذه التّعليمِ الخاطئ، أنكَرَتِ الطَّوائفُ البروتستانتيّةُ
أهمّيّةَ الأعمالِ في خلاصِ الإنسان، وقالوا إنّ الخلاصَ يَتِمُّ بالإيمانِ وحده. والكنيسةُ الأرثوذكسيّةُ تؤمنُ، كالكاثوليك، بأنَّ الخلاصَ بالإيمانِ والأعمالِ معًا،
إلّا أنّها لا تقولُ بفكرةِ "نوافلِ القدّيسين". ولا تُوافِقُ البروتستانت بأنّ الخلاصَ بالإيمانِ وحدَهُ. فصحيحٌ أنّ نِعمةَ اللهِ مَجّانيّةٌ ولا نَسْتَحِقُّها،
ويجب أن نبني حياتَنا على الإيمان بالمسيح، ولكنَّنا يجبُ أيضًا أن نُجاهِدَ مع المسيح. نعمةُ المسيح تُساعِدُنا على أنْ نَخْلُصَ، ولكنّ هذا الخلاصَ يَتِمُّ بِكُلِّ الكِيانِ الإنسانيّ الذي يُشفى بِفِعْلِ الإيمان وَعَمَلِ النِّعمة.
والمُهِمُّ، في تعليمِنا، هو الإنسان. والمسألةُ هي أن يُشفى الإنسانُ ويتقدَّس.
وبعد تَقَدُّسِه يُعايِنُ النُّورَ الإلهيّ (الرُّؤية الإلهيّة). وهذان الموضوعان (الرُّؤية والقداسة) غير مَطرُوحَينِ لدى البروتستانت.
ولا بُدُّ من التّنويه بأنّ كُلَّ رسالة يعقوب تُشَدِّدُ على أهمّيَّةِ الأعمال الصّالحة،
لذلك أزعَجت البروتستانت كثيرًا وحاولوا جاهِدِين أن يُبَرْهِنوا عَدَمَ صِحَّتِها، فباؤوا بالفَشَل، لأنّ الدِّراسات أَجْمَعَتْ على صِحَّةِ نِسْبَتِها إلى يعقوب.
يقولُونَ بأنَّ المسيحَ قامَ بِعمليّةِ الفِداء كاملةً، فلم يبقَ على المسيحيّ أيُّ عملٍ يعملُهُ للخلاص.
عليه فقط أن يؤمنَ بالمسيحِ ويهلِّلَ ويفرح. لذلكَ يرفضونَ الجهادَ الرّوحيَّ والمُمارَساتِ التَّقَشُّفِيّة، ويستنكرونَ الدّعوةَ إلى التّوبة.
أمّا نحن، فنتمسَّكُ بِقَولِ الرَّبّ:
"اُدخُلُوا مِنَ البابِ الضَّيِّق! فَإِنَّ البابَ المُؤَدِّيَ إِلى الهَلاكِ وَاسِعٌ وَطَرِيقَهُ رَحْبٌ؛
وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ. ما أَضيَقَ البَابَ وَأَعسَرَ الطَّرِيقَ المُؤَدِّيَ إِلى الحَياة! وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَهتَدُونَ إِلَيه."
(مت13:7-14).
|