القديس البار مكاريوس المعترف (+840 م)
1 نيسان شرقي
ولد حوالي منتصف القرن الثامن للميلاد. تيتم باكراً فرباه عمه. شاء هذا الأخير أن يزوجه وهو شاب صغير فلم يرغب. مال إلى حياة الهدوء فاعتزل في كنيسة بعيداً عن الناس. علمه كاهنها كيف يحفظ ذهنه من التشتت مشدوداً إلى الخيرات الأبدية. رغب في الحياة الرهبانية. انضم إلى دير القديس يوحنا اللاهوتي المعروف بـ "بيليسيتوس"، في جبل الأوليموس البيثيني. هناك اتخذ اسم مكاريوس وسلك بغيرة وحمية كبيرين في أصول الحياة الروحية. لفت الأنظار لتواضعه فجرى اختياره رئيساً إثر وفاة الرئيس في ذلك الحين.
من عليه الرب الإله بموهبة صنع العجائب. ذاع صيته حتى بلغ القسطنطينية. سامه البطريرك تراسيوس كاهناً. استمر يشفي المرضى بسلام خمسة عشرة عاماً. فلما حمل الإمبراطور لاون الخامس الأرمني على الإيقونات المقدسة ومكرميها والمدافعين عنها نال نصيباً من الاضطهاد. بعث إليه الإمبراطور بمن وعده بالكرامات والعطايا لديره إن هو أذعن لمذهبه، فأجاب:
"ليست للكرامات والمغانم عندي أية قيمة. وأنا، من أجل الإيمان الحق، مستعد لمكابدة كل صنوف التعذيب والتنكيل". ألقي في السجن وتولى رئيس أحد الأديرة ممن تحزبوا للإمبراطور محاولة إقناعه بالعدول عن موقفه. فلما عيل صبره نقل إلى الإمبراطور أن زعزعة الأرض برمتها أيسر من رد مكاريوس عن قراره. أخضع للتعذيب وتم نفيه إلى البوسفور. لم يعد يُسمح له بالاتصال بتلاميذه وأصدقائه. فلما مات لاون (820 م) أطلق سراح مكاريوس مع غيره من المعترفين، لكن كان محظوراً عليه العودة إلى ديره. بقي في أحد ديورة خلقيدونيا بمعية البطريرك المنفي، القديس نيكيفوروس. أسس ديراً في خريسوبوليس، على شاطئ البحر، فاجتذب عدداً كبيراً من الرهبان. فلما تبوأ ثيوفيلوس (829 -842) العرش، استدعي مكاريوس إلى القسطنطينية.
وبعد محاولات فاشلة لاستمالته ألقي في سجن رطب. ضُرب بالسياط ومُنع عنه الطعام إلا أقله. تمكن في السجن من هداية العديد من الهراطقة إلى الإيمان الأرثوذكسي. أثار حفيظة الإمبراطور فنفاه إلى جزيرة صغيرة في بحر مرمرة. تبعه العديد من الرهبان إلى هناك وأسسوا ديراً. جرت على يده عجائب جمة. شفى المرضى وأطعم الجياع. هناك أيضاً استودع الرب الإله روحه في 18 آب 840م بعدما عين لتلميذيه دوروثاوس وسابا الموضع الذي ينبغي أن يُوارى فيه الثرى.