القديس يعقوب الكبير
هو ابن زبدى وشقيق يوحنا الحبيب…
ويدعى ايضاً يعقوب الكبير تمييزاً له عن يعقوب الصغير (ابن حلفى).
كان من بيت صيدا من مدينة بطرس واندراوس.
دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يوحنا فى نفس المرة
التى دعا فيها بطرس واندراوس،
فتركا السفينة وأباهما وتبعاه (مت 4: 21، 22)…
و يبدو أن يعقوب كان حاضراً معجزة الرب يسوع الأولى
فى قانا الجليل حيث حول الماء خمراً (يو 2:2).
إختاره الرب يسوع مع بطرس ويوحنا ليكونا شاهداً لبعض الأحداث الهامة.
فكان معه حينما أقام ابنة يايروس من الموت،
وفى حادث التجلى، وفى بستان جثسيمانى ليلة آلامه…
وقد أحبه المخلص مع أخيه يوحنا محبة خاصة،
فميزهما بلقب خاص، إذ دعاهما بوانرجس أى إبنى الرعد
(مر 3: 17)، تعبيراً عن حماستهما وغيرتهما.
أما عن جهوده الكرازية،
فمعلوماتنا عنها ضئيلة، لكن التقاليد تجمع على أن ميدانه فى التبشير كان اليهودية والسامرة.
أما القول بأنه كرز بالإنجيل فى أسبانيا فقول ليس له أسانيد تاريخية…
وقد كانت غيرته الرسولية سببا فى إثارة عداوة اليهود،
فثاروا ضده، وأحدثوا شغباً فى أورشليم،
فقبض الجند الرومان عليه وأحضروه أمام الملك هيرودس أغريباس ،
فامر بقطع رأسه بحد السيف (أع 12: 1)،
وكان ذلك سنة 44 …
ويعتبر هذا الرسول أول من استشهد من الرسل،
وهو الوحيد بين الرسل الذى سجل لنا كتاب العهد الجديد موته وكيفيته …
ويذكر لنا يوسابيوس المؤرخ نقلاً عن إكليمنضس الاسكندرى
إن الجندى الذى قاد هذا الرسول إلى المحاكمة تأثر عندما رأى شجاعته وصلابته،
وحركت النعمة قلبه، فاعترف هو الآخر بالإيمان المسيحى،
فكان جزاؤه قطع رأسه مع الرسول فى وقت واحد .
ويبدو أن الذى حرك الجندى إلى إعتناق الإيمان،
معجزة أجراها الرب على يدى الرسول وهو مسوقاً بواسطة ذلك الجندى،
فقد أبرأ مخلعاً كسيحاً…
وقد حفظ لنا التقليد- وشهد بذلك أبيفانيوس –
أن هذا الرسول حافظ على البتولية طوال حياته .
وقيل أن جسده نقل إلى بلدة تدعى كومبوستيلا
Compostella فى أسبانيا.