لا تقل في نفسك: هذا من عمل الكهنة!
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
"من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا التهب" (2 كو 11: 29).
إن رأيتَ أعمى يسقط في هوة، أما تمد يدك إليه وتسنده حالاً.
فكيف إذن يسوغ لنا أن نرى اخوتنا ساقطين في مثل هذه المخاطر ولا نمد إليهم يد الإغاثة، وهم مشرفون على السقوط في الحفرة الجهنمية الخالدة؟
متى رأيتَ إنسانًا محتاجًا إلى شفاء روحي أو جسدي، لا تقل في نفسك أن هذا من عمل فلان أن ينقذه من شره ويَشفيه.
فإنني أنا علماني ولي زوجة وأولاد، وهذا من عمل الكهنة والرهبان.
اَجبني يا هذا، هل لو وجدتَ وعاءً مملوءً ذهبًا تقول في نفسك: لِمَ لا يأخذ هذا الوعاء فلان أو فلان...
بل تبادر كالذئب الخاطف، وتأخذه قبل أي إنسان.
ليكن لك هذا الاشتياق بالنسبة لاخوتك الساقطين، واضعًا في نفسك أنك وجدتَ كنزًا ثمينًا جدًا،
وهو اعتناؤك بأمر خلاص أخيك.
هوذا الله نفسه يقول على فم رسوله إأنك إن أنقذتَ إنسانًا من الضلالة تخلِّص نفسًا من الموت!
V V V
هب لي يا رب أن ارتفع كما إلى السماء!
أنعم بعربون المجد الأبدي،
فاشتهي أن يتمتع العالم كله بالأمجاد.
لن يستريح قلبي حتى تستريح أنت في قلوب الكل!
لن أفرح حتى يفرح الكل بك.
جدران قلبي توجعني،
ذاب قلبي مع كل قلوب محبِّيك،
فإننا نشتهي خلاص الجميع!