أعطني هذا الغريب
شيئاً واحداً أطلب منك ياسيّدي،
غرضاً صغيراً جئتُ من أجله:
أعطني أن أدفن جسد ذلك المائت، حكمت عليه بالموت،
جسد يسوع الناصري، يسوع الغريب، يسوع الفقير،
الذي لا سقف له، يسوع المعلّق عرياناً،
يسوع إبن النجّار الحقير، والمعروض في البرّية،
الغريب المجهول بين الغرباء، المعلق والمزدرى به بالحقيقة.
أعطني هذا الغريب لأنه جاء من كورة بعيدة
من أجل أن يخلص الإنسان المتغرّب عن وطنه السماوي.
أعطني هذا الغريب الذي نزل إلى الأرض من أجل أن يرفع الغريب.
أعطني هذا الغريب لأنه وحده غريب بالحقيقة.
أعطني هذا الغريب الذي لا نعرف بلده نحن المتغربين.
أعطني هذا الغريب الذي نجهل طريقه ومكانه نحن الغرباء.
أعطني هذا الغريب الذي عاش حياة المغترب بين المغتربين.
أعطني هذا الغريب الذي ليس له ما يُسند إليه رأسه.
أعطني هذا الغريب الذي لا سقف له، ووُلد في مغارة كغريب بين الغرباء.
أعطني هذا الغريب الذي، وهو بعد طفل خارج المزود، هرب لكي ينجو من هيرودس.
أعطني هذا الغريب الي تغرّب في مصر وهوبعد في الأقماط.
أعطني ذاك الذي لم يكن له مدينة، ولا قرية، ولا بيت،
ولا مسكن ثابي، ولا أي قريب من جنسه،
لكنه سكن مع أمه في كورة غريبة مع انه يحوي كل شيء.
سيّدي!
إسمح لي أن أستر جسد المعلّق عرياناً على خشبة الصليب الذي ستر عري طبيعتي الخاصة.
أعطني أن أدفن ذاك المائت الذي دفن خطيئتي في مياه الأردن.
أتوسّل إليك من أجل مائت مُحكم عليه من الجميع،
سُلّم على يد تلميذه، تركه اصدقاؤه، طرده إخوته وضربة عبده!
أتوّسل إليك من أجل مائت حكم عليه من قبل هؤلاء الذين حرّرهم من العبودية،
جُرّح من قبل الذين شفاهم، تركه تلاميذه وحُرم حتى من أمّه.
أطلب إليك يا بيلاطس، من أجل مائتٍ معلّق على الصليب،
ليس له أحد يخدمه لا أب على الأرض، لا صديق، لا تلميذ لا أقارب، لا أحد يدفنه.
هو وحده اإبن الوحيد للآب الوحيد،
الإله في هذا العالم، الذي لا إله سواه