تأمل في القيامة
تمت القيامة بعد ألم طويل وعذاب مضنٍ فالمسيح تألم من المهد الى اللحد في المذود الفقير،
في العيشة الخفية، في التبشير المرهق، تألم من الفريسيين ومن الحكام...
توّج المسيح آلامه بعذاب الصليب
لكن القيامة كانت انتصارًا عظيمًا على الألم،
وعلى الموت الذي هو أعظم الآلام التي مُني بها الانسان تعليم المسيح هو:
أن لا قيامة إلا بعد عذاب
هكذا القيامة لن تكون الا بعد ألم فالقيامة من الخطئية والانتصار عليها
يستلزم ألم التوبة القيامة من البغض والحقد يسبقه ألم المسامحة والصفح القيامة
من الكسل يفترض ألم الاجتهاد القيامة من الرذيلة تفرض على الانسان جهادًا طويلاً،
وتفرض اتّباع الفضيلة، والثبات في التعلق بالقيم الحقيقية
فالقيامة هي:
"نَزْع الانسان العتيق الفاسد بشهوات الغرور،
ولبْس الانسان الجديد الذي خُلِق على مثال الله في البر والقداسة"
(أفسس 4: 22)
لكن كيف يمكن أن ننزع الانسان العتيق؟
ليس علينا الا أن ندحرج الحجر عن باب القبر ان الجحارة
التي تَحُول دون قيامة المسيح ليست الحجارة التي شُقَّت من الصخور،
إنما هي الشهوات والخطايا والفتور في الإيمان والمحبة، والطمع...
القيامة هي بعث الخيرات الروحية التي تفيض على الذين يؤمنون
لذلك يجب علينا أن ندحرج الحجر عن باب قلوبنا حتى يُفيض المخلّص
خيراته علينا لنهدم القبور ولنفتح قلوبنا ليقوم المسيح فينا
فإننا بقيامته نتقوّى ونقوم وبنعمته نتغذّى ونحيا
مجلة رعيتي