يوم الاثنين العظيم
"مثلما يخرج البرق من المشارق"
كان أحد الشعانين يتكلم عن مجيء الملك,
يعلن الاثنين العظيم عن عودة ابن الإنسان في آخر الأزمنة.
فإن ظهوره الثاني الذي تتأمله الكنيسة في يوم الاثنين العظيم
سيتسم بطابع الكارثة الفجائية العنيفة. يريد يسوع, قبل موته,
أن ينبه الناس إلى الحدث الخطير.
وتلي صلاة الغروب مباشرةً خدمة "الختن"
وهي صلاة سحر خاصة بهذا اليوم, نرتل فيها طروبارية:
"ها هوذا الختن....",
وتتكلم الكاثسماطات عن آلام المسيح.
ثم نسمع تلاوة إنجيلية يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء.
الجزء الأول كيف لهن الرب التينة وكيف يبست هذه.
أما التفسير الروحي لهذا المقطع فهو واضح:
كانت التينة تحمل الأوراق بدون ثمر, يُلعن الإنسان الذي يتظاهر بالخصب
والعمل بينما يبقى بالفعل عقيماً. يتكلم القسم الثاني عمّا دار بين يسوع الكهنة في الهيكل:
"بأي سلطان تفعل هذا؟.....",
أما القسم الثالث, فمثل الابنين اللذين أرسلهما والدهما للعمل بالكرم,
فرفض الأول ثم تاب وذهب, وقبل الآخر ولكنه لم يذهب,
ثم مثل عملة الكرم الذين يقتلون المرسلين من قبل صاحب الكرم وحتى ابنه,
يقول الإنجيل أن عقابهم سيكون رهيباً, لكنه يزيد أن الحجر الذي رذله البنائون صار حجراً للزاوية.
تشير أودية قانون يوسف الذي أبغضه إخوته وباعوه, ثم حبس:
إن يوسف هو صورة للمسيح المتألم.
تُقرأ ثلاثة نبوءات الأولى من سفر حزقيال النبي المتكلمة
عن رؤيته الكائنات المجنحة الأربعة التي يحمل كل منها أربعة وجوه
وتنطلق في هباب الروح. منذ القديم اعتبرت الكنيسة هذه الكائنات تمثل الأنجيليين الأربعة.
وقد تم اختيار هذا المقطع ليقرأ في هذا اليوم مع أنه لا يمت بصلة إلى الاثنين العظيم
ولا إلى الأسبوع العظيم كله ليكون بداية لقراءة نبوءة حزقيال التي ستتلى في الأسبوع.
ثم قراءة للاصحاح الأول من سفر الخروج الذي يتكلم عن آلام الشعب اليهودي في مصر.
فهذا المقطع يحكي قصة خلاص شعب اسرائيل من مصر الذي يرمز إلى "الفصح" المسيحي.
ثم نمسع قراءة من بداية سفر أيوب.
إن آلام أيوب تجعل منه صورة أخرى عن يسوع المسيح.
أم الانجيل الذي يتلى في القداس فيعود إلى موضوع المجيء الثاني للمسيح, المرفق بالكوارث والظلمة والحروب و"ضيق شديد لم يحصل مثله منذ انشاء العالم حتى الآن ولن يكون".
وتلخص إحدى الآيات كل تعليم الاثنين العظيم: "مثلما يخرج البرق من المشارق
ويظهر في المغارب كذلك سيكون مجيء ابن الإنسان"