تلقيت رسالتك منذ أيام عديدة و قد حزنت جداً , لكنني أيضاً فرحت جداً .
حزنت لأنك تُعانين , و تتحملين جسدياً , بينما فرحت لأني أقدر روعة جمالك الروحي , و فضيلة نفسك .
صدقيني إني أغبّطك و أنذهل منك لا بل أحسدك , حتى يمنحك الله صليباً ثقيلاً كهذا , يعني أنك جديرةٌ به , إنه خاصتك و لك . صليبٌ كبيرٌ يعني مجداً عظيماً في السماوات . لا تظنّي أن الشهداء القديسين هم فقط من قُطعت رؤوسهم مرّةً واحدةً لأنّهم لم ينكروا المسيح , بل هناك آخرون من لا ينكرون الفضيلةَ و الصبر .
الشهداء الأوائل استُشهدوا مرّةً واحدةً , أما الآخرون فإنّهم يستشهدون كلّ لحظة .
يقول الكتاب المقدس " إنّنا من أجلك نُماتُ كلّ يوم . قد حُسٍبنا مثلَ غنمٍ للذَبح " (رو36:8) .
هؤلاء هم شهداءٌ دونَ أن تُسفك دماؤهم , شهداء بإرادتهم الخاصة .
إنّهم الشهداء المخفيُّون في العالم , المعروفون أمام الله . أيتها النفس المغبوطة أ. , أيتها التلميذة الحقيقية للمسيح , إن عروسَكٍ الكثير الحلاوة قد صعد إلى الجلجلة , إلى الصليب , و أنتٍ كلّ يومٍ و كلّ ساعة تُصلبين . أتصوَّر كم تُصلّين ! كم تذرفين دموعاً ! .
الصليب يعني أحزاناً و عذاباتٍ و دموعاً . في يوم الدينونة , سيكشف كلّ واحد ما كان عنده أي كلّ ما عاناه في هذه الحياة لأجل المسيح .
مغبوطٌ من سيظهرُ أنّه تحمّل عذاباتٍ كثيرةً و حمل صليباً ثقيلاً . لهذا تحلّي بالشجاعة يا أ. ,
و ستعبُرين الشدّةَ منتصرةً و ظافرة .
صلوات أبوية كثيرة
الأب أفرام
من كتاب الشيخ أفرام ناسك كاتوناكيا
_________________ |