القديس جيورجيوس والفصح
ربما يتساءل الكثيرون عن سبب وقوع تذكار هذا الشهيد العظيم في أيام الفصح
وأحيانا في أسبوع الآلام وأحيانا في يوم الفصح أو ثاني يوم من الفصح .
تشكل قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد من القبر في اليوم الثالث
ربيعا روحيا رائعا
ففي قيامة الرب كان فرح حاملات الطيب كاملا وغامرا
وبقيامة الرب زال خوف التلاميذ مدركين أن سيدهم حي
وأنه لن يذوق الموت
وفترة قيامة الرب كانت مخاضا لولادة الكنيسة يوم العنصرة وانطلاق البشارة
من أقصى الأرض إلى أقصاها وما زاد ربيع الكنيسة بهجة
هو خطاب الرب الأخير لهم ووصاياه الختامية قبل الصعود
ليعيش التلاميذ حياة الصلاة الأولى بانتظار المعزي الصالح روح الله القدوس
الذي يقود دفة الكنيسة عبر الأوجاع والآلام
إلى شاطئ الأمان في الملكوت السماوي .
يعتبر القديس العظيم الشهيد جيورجيوس ونسميه لابس الظفر
وكنائس أخرى تسميه أمير الشهداء من أكثر القديسين قربا
لنفوس المؤمنين لأنه مجبول من تراب أرضنا مترعرعا فيها .
ويحبه الجميع في بلادنا فبعضهم يسمونه مار جريس
والبعض يسمونه جورج وفي مصر يسمونه مار جرجس
وفي العراق يسمونه مار غورغيس .
لقد بدأت الشهادة وبدت كواكب الشهداء باكرا في المسيحية
ففي العصر الرسولي كان استيفانوس الشماس الشهيد الأول
وتبعه الكثير وأغلب الرسل القديسين ماتوا شهداء
ولكن يتميز القديس جيورجيوس عنهم جميعا بميزة خاصة
ومحببة لدى شعبنا لأن الله سمح أن تجري به عجائب كثيرة
وفي كل بلد من البلدان لهذا القديس قصة مع كل بيت
فلا أحد طلب منه مساعدة إلا وقدمها بطريقة رائعة
ويعتبر هذا القديس قريبا جدا على قلوب المؤمنين .
ربما كان القصد من ترتيب تذكاره لبيان أن استشهاده كان في 23 نيسان
وربما لمعنى اسمه الذي يرتبط بالربيع عموما فمعنى اسمه فلاح أو عامل الأرض .
حين يقع تذكاره في أيام الفصح نعود للترنم بترانيم الفصح الشجية
وكأننا نعترف أن دم المسيح على الصليب منح الشهداء قوة إضافية
ليتسارعوا في الموت طلبا للملكوت السماوي .
وقيامة المسيح من الموت منحت الشهداء أملا قويا بالقيامة مع المسيح
رافضين كل المغريات المادية والمجد الأرضي الزائف .
وبهذا تتجلى دموية الحكام الرومان مع هذا القديس بالذات
فقد عانى من صنوف التعذيب لسبع سنوات ونصف ما لم يدر
في خلد الشيطان نفسه ما عاناه هذا القديس من ألم وعذاب
متذكرا كل حين آلام السيد له المجد ضمن معصرة الآلام الرهيبة .
ولي فائق الشرف شخصيا بوجود جزء من جسده في كنيستي
في الربة ذخيرة مقدسة بركة للمؤمنين ولكنيستهم المسماة
على اسم القديس جيورجيوس .
فالفصح والصعود مباركان كونهما يخصان السيد
ومع هذا يتزين الفصح والصعود بدماء الشهداء
ليصدق قولنا بأنه من بدء البشارة تزينت الكنيسة بدماء وآلام هؤلاء الشهداء
ولا نقطع ذكرهم في صلواتنا .
وهنا لا بد أن نذكر أن للقديس جيورجيوس تذكاران كل عام
ذكرى استشهاده في 23 نيسان 15
وذكرى نقل رفاته الشريفة ودفنها في مدينة اللد في فلسطين في 3 تشرين الثاني
فلتكن شفاعة هذا القديس العظيم مع جميعكم
المسيح قام – حقا قام
الاب فادي هلسا
الصورة المرفقة لصندوق يحوي في وسطه جزئا صغيرا
من جسد القديس العظيم جيورجيوس