الفرح الروحى ++++++++++++

الفرح الروحى
++++++++++++

1-هو بالرب 0 فرح الوجود فى حضرة الرب ، و فى عشرته 0 أو فرح الإلتقاء بالرب 0 كما قيل عن التلاميذ إنهم فرحوا لما رأوا الرب ( يو 20 : 20 ) 0 و تحقق بهذا وعده لهم " و لكنى أراكم فتفرح قلوبكم 0 و لا ينزع أحد فرحكم منكم " ( يو 16 : 22 ) 0 هذا الفرح الذى قال عنه القديس بولس الرسول : افرحوا بالرب كل حين ، و أقول أيضاً افرحوا " ( فى 4 : 4 ) 0
إنه فرح بالرب ، و فرح فى الرب ، كل حين 0 شاعرين بوجوده معنا ، كما كان التلاميذ فرحين بالرب معهم " يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله " ( أع 1 : 3 ) 0
فهل أنت تفرح بوجود الله فى حياتك ، أو فى حياة غيرك ؟
اسأل نفسك كل يوم : هل فرحك بالرب ، أم له أسباب أخرى ؟
2-فى تسبحة العذراء ، نجد هذا الفرح الروحى بالرب ، إذ تقول :
تعظم نفسى الرب ، و تبتهج روحى بالله مخلصى ( لو 1 : 47 )
إنها تبتهج بالله و خلاصه 0 فهل أنت أيضاً تفرح بالخلاص و بالفداء ، بالكفارة التى قدمها المسيح لأجلك 0 إن الكنيسة تذكرنا بهذا الخلاص كل يوم فى صلاة الساعة السادسة ، لكى نفرح به 0 نبتهج بهذه الكفارة التى حملت جميع خطايانا و مسحتها بالدم 0 الكريم 0 و اشتراناً الرب بدمه ، فصرنا له 0 صولحنا معه 0
3-هناك فرح روحى آخر ، و هو الفرح بالتوبة و التخلص من الخطية 0
فرح بالتخلص من خطية متكررة ، أو عادة مسيطرة 0 فرح إنسان أمكنه أن يعترف ، و أن ينال المغفرة 0 مثاله فرح الابن الضال بعودته إلى بيت أبيه ( لو 15 ) 0
يقول داود النبى فى مزمور التوبة " اسمعنى سرور و فرحاً فتبتهج عظامى المنسحقة " " أردد لى بهجة خلاصك " ( مز 50 )
حقا كم يكون فرح إنسان حينما يتخلص من عادة كانت مسيطرة عليه ، أو من خطية كان يضعف أمامها و تتكرر فى كل اعتراف 0 ما أكثر فرح إنسان تخلص من الإدمان مثلاً ، أو من سيطرة الأفكار الشرير أو الأحلام النجسة 0
4-و ما أعظم الإنتصار على النفس 0
كما يقول الحكيم " مالك نفسه خير ممن يملك مدينة " ( أم 16 : 32 ) 0 إن الإنتصار على النفس أعمق بكثير من الإنتصار على الآخرين ، لن به يتحرر الإنسان من الداخلى 0 إن الذى ينتقم لا يفرح مثل الذى يستطيع أن يضبط نفسه و يحتمل 0 لذلك فرح داود النبى لما منعته أبيجايل الحكيمة عن أتيان الدماء و الانتقام لنفسه ( 1صم 25 : 32 ، 33 ) 0
5-و هناك فرح برجوع الخطاة 0
و هو ليس فقط فرحاً على الأرض ، إنما فى السماء أيضاً " لأنه يكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب " ( لو 15 : 7 ) 0 و لعلنا نرى فى قصة رجوع الابن الضال ، أن الآب قد قال : ينبغى أن نفرح و نسر ، لأن أبني هذا كان ميتاً فعاش ، و كان ضالاً فوجد ( لو 15 : 5 ، 6 ) 0 هكذا فعلت المرأة التى وجدت درهمها المفقود 00 فرح لكل الأصدقاء 0
ما أعظم الفرح بالبحث عن الخطاة وردهم
هناك أشخاص عملهم هو هذا 0 كما قال القديس بولس الرسول " و أعطانا خدمة المصالحة 00و واضعاً فيناً كلمة المصالح 0 إذن نسعى كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا 0 نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله " ( 2كو 5 : 18 - 20 )
نفرح كلما نجد إنساناً قد اصطلح مع الله 00 إذن الخدمة بالإضافة إلى مكافأتها فى السماء ، لها فرح أيضاً على الأرض 0 و كما يقول الكتاب " من رد خاطئاً عن ضلال طريقة ، يخلص نفساً من الموت ، و يستر كثرة من الخطايا " ( يع 5 : 20 ) 0
ما أعمق فرح الذى يخلص نفساً من الموت 0 الفرح بإنسان ارتد عن الإيمان و أعدته 0 أو الفرح بإنسانة سقطت وضاعت ثم رجعت مرة أخرى 0
6-إن كل عمل خير تعمله ، له فرحته : ً
فى الأرض و فى السماء 0 تفرح حينما تنقذ إنساناً مسكيناً ، أو تفرح قلب عائلة فقيرة ، أو تريح إنساناً من تعبه 0 تشعر بفرح داخلى ، لأنك أفرحت قلوباً منكسرة ، أو أنصفت شخصا مظلوماً 0 بل تشعر بهذا الفرح حتى من جهة غير البشر ، كما قال أحد الأدباء سقيت شجيرة كوب ماء 0 فلم تقدم لى عبارة شكر واحدة 0 و لكنها انتعشت ، فانتعشت " 0
الأم تشعر بفرح ، حينما تفرح ، حينما تفرح أبنها 0 و تفرح حينما تشبع رضيعها ، و تفرح بنجاح أبنائها فى حياتهم 00
هذا هو الفرح بإسعاد الآخرين 0
إن الذى يدفع العشور و هو متضرر ، لا يشعر بهذا الفرح 0 و قد يدفع ، و لكن ماله لا يصل إلى الله لأن " المعطى المسرور يحبة الله " ( 2 كو 9 : 7 ) ، أى أنه يعطى ، و فى قلبه فرح بهذا العطاء 00 ليتك تختبر فرح العطاء 00
و العطاء الروحى له فرح أيضاً نجده فى فرح الآباء و المرشدين 0
7-فرح الأباء و المرشدين الروحيين :
أن القديس يوحنا الحبيب يقول فى رسالته إلى غايس " أيها الحبيب فى كل شئ أروم أن تكون ناجحاً و صحيحاً ، كما أن نفسك ناجحة 00 ليس لى فرح أعظم من هذا ، أن أسمع عن أولادى أنهم يسلكون بالحق " ( 3 يو 2 ، 4 ) 00 إن هذا جزء من افراح الخدمة و الرعاية 0و لذلك يقول القديس الرسول " طيعوا مرشديكم و اخضعوا ، أنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباً 0 لكى يفعلوا ذلك بفرح - غير آنين - لأن هذا غير نافع لكم " ( عب 13 : 17 ) 0
يفرح المرشد الروحى بنجاح أولاده روحياً 0 يفرح من أجلهم ، و ايضاً من أجل نفسه ، من أجل أدانه لرسالته التى أتت بنتيجة 00
أما الابن الذى لا يطيع ، أو يدخل فى مجادلات عقيمة مع مرشده و لا ينفذ ، فإنه يسبب لهذا الأب و المرشد ألما 0 إن الذى يطيع و يقبل الكلمة ، و يأتى بثمر ، يذكرنا بقصة الخصى الحبشى الذى استمع لفيلبس و آمن و اعتمد " و مضى فى طريقة فرحاً " ( أع 8 : 39 ) 0
ليتنا نفرح بأفراح الناس ، و لا ننسى مجاملاتهم فى أفراحهم ، و بمشاركة قلبية فى ذلك الفرح 0 إن الطفل يشعر بفرح كبير حينما يجد مجموعة كبيرة حوله تفرح بعيد ميلاده ، و تغنى له أنشودة و كذلك الكبار أيضاً يفرحون بمن يهنئهم فى مناسباتهم المبهجة 0
يذكرنا هذا بذبيحة السلامة 0
كان يأكل منها مقدمها و أحباؤه ايضاً ، و هو فرح بعمل الرب معه و يقر بها لأجل الشكر ( لا 7 : 12 ، 19 ) 0 و يذكرنى هذا بالذين كانوا يخبزون ( فطير الملاك ) و يوزعونه ، يأكل منه أصدقاؤهم فرحين معهم بمعجزة أجراها الملاك معهم 00 إن الفرح بفرح الآخرين يشعرنا أننا كلنا أسرة واحدة 0
11- درجة عالية من الفرح ، أن نفرح بالتجارب واثقين من بركاتها و أكاليها 0
كما قال القديس يعقوب الرسول " احسبوه كل فرح يا أخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة " ( يع 1 : 2 ) 0
لسنا فقط نحتملها ، إنما أيضاً نفرح بها ، نفرح بالصليب ، و بالباب الضيق ، و بكل الآلام و الآلام و الاضطهادات 0 نفرح بالرب " و شركة آلامه " ( فى 3 : 10 ) 0 واثقين أننا " إن كنا نتألم معه ، فلكى نتمجد معه أيضاً " ( رو 8 : 17 ) 0 و بالأيمان نرى أن " كل الأشياء تعمل معاً للخير " ( رو 8 : 28 )0 لا ننظر إلى الألم الموجود ، إنما ننظر فى رجاء إلى عمل الرب المقبل 0 لذلك قال الرسول :
12-" فرحين فى الرجاء " ( رو 12 : 12) 0
الرجاء يعطى أملا فى مستقبل مشرق 0 و هذا الأمل مصدره الإيمان بتدخل الله و عمله 0 و نتيجة ذلك يفرح القلب 0 كما يقول المرتل فى المزمور: " ليفرح بك جميع المتكلين عليك " ( مز 5 : 11 ) " لأن المتكل على الرب لا نخزى " 0 إنه شاعر بفرح ، لأن الرب لابد سيفرحه 00

"كحزانى ونحن دائماً فرحون"

"لذلك أُسَرُّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح"

"افرحوا في الرب... افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا"